أخر المستجدات
دار سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والتي نزل بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما قدم المدينة المنورة

دار سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والتي نزل بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما قدم المدينة المنورة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

منقول من موقع طيبة نت

دار سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والتي نزل بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما قدم المدينة المنورة

دار سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه والتي نزل بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم عندما قدم المدينة المنورة

دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أبو أيوب صاحب هذه الدار هو أحد بني النجار من الخزرج أخوال عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي دار أبي أيوب هذه كان نزول الرسول أول مقدمه إلى داخل المدينة من قباء .. وقد أقام فيها مدة تتراوح بين سبعة أشهر واثني عشر شهراً. وكان منزله من الدار بسفلها على ما رواه ابن هشام. وفي صحيح مسلم أنه انتقل بعد ذلك إلى علوها وتاريخ بناء هذه الدار مجهول لدينا. وهناك رواية تقول: إن بانيها الأول هو تبع أبو كرب حين قدومه إلى المدينة.
وتقع في الناحية الجنوبية الشرقية للمسجد النبوي. ويحدها شمالاً: الزقاق الضيق النافذ المعروف بزقاق الحبشة (1) . وجنوباً دار جعفر الصادق المعروفة اليوم بدار نائب المحرم. وغرباً الطريق. وشرقاً ما وراءها من بيت البالي.
وقد انتابت هذه الدار تطورات، فقد ذكر السهيلي في كتاب الروض الأنف: أنها آلت بعد صاحبها أبي أيوب، إلى مولاه أفلح وأن أفلح هذا لم يفلح، إذ باعها بعد ما خربت، للمغيرة بن عبد الرحمن بألف دينار، وهذا قام بترميمها، وتصدق بها بعد ذلك على أهل بيت من فقراء المدينة ثم لج تاريخها في الغموض، حتى أصبحت عرصة فاشتراها الملك شهاب الدين غازي بن الملك العادل، وبناها مدرسة سميت بالمدرسة الشهابية، نسبة إليه. ثم تعطلت. وفي أواخر القرن الثالث عشر الهجري أعيد بناؤها بشكل مسجد مقبب ذي محراب، ولا تزال إلى الآن بهذا الشكل، في القسم الجنوبي الغربي من دار آل البالي .. وعلى جدارها الخارجي حجر منقوش فيه بحروف بارزة مذهبة ما نصه: (هذا بيت أبي أيوب الأنصاري موفد النبي عليه الصلاة والسلام في 7 سنة 1291هـ) .
وفي تعليقات المرحوم إبراهيم فقيه على ” خلاصة الوفاء ” أنها عرفت باسم زاوية الجنيد.

(1) لعل أصل هذه التسمية ما رواه أبو داود من لعب الحبشة بحرابهم، فرحاً بقدومه صلى الله عليه وسلم. وكان وقت لعبهم ـ على مايفهم من فحوى كلام السمهودي عند نزوله (ص) بدار أبي أيوب. فمن الممكن ـ والحالة هذه ـ أن يكون محل لعبهم بمدخل هذا الزقاق، ولذلك عرف بهم.

آثار المدينة المنورة
عبد القدوس الأنصاري ص 24
دار الفنون ط4- 1406هـ 1985م
———————————-

هذه الدار نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسماة بدار أبي أيوب الأنصاري بناها له تبع ملك حمير واسمه ” تبان أسعد بن كلكيكرب ” وهو من التبابعة بل هو رأسهم وأولهم وزعيمهم وسيدهم، وذلك لما مر بالمدينة المنورة وكان معه أربعمائة عالم متفقين ألا يخرجوا من المدينة المنورة فسألهم تبع عن سر ذلك الاتفاق فقالوا: إنا نجد في كتابنا أن نبياً اسمه ” محمد ” أو ” أحمد ” هذه دار هجرته فنحن نقيم هنا لعلنا نلقاه فنؤمن به نحن أو أولادنا، فأراد تبع أن يقيم معهم فبنى لكل واحد من العلماء الأربعمائة داراً واشترى له جارية وزوجها منه ثم أعطى كل واحد منهم مالاً جزيلاً وكتب كتاباً فيه إسلامه جاء فيه ما نصه حرفياً:
شهدت على أحمـد أنـه رسول من الله باري النسم
فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيراً له وابن عـم
وختمه بالذهب ودفعه (أي أعطاه) إلى كبير العلماء وسأله أن يدفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن أدركه هو أو أولاده أو أولاد أولاده، وبنى للنبي صلى الله عليه وسلم داراً ينزلها إذا قدم المدينة المنورة، فتداول الدار الملوك من العلماء وأبنائهم إلى أن صارت في نوبة أبي أيوب الأنصاري الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أولاد العلماء الذين تولوا حكم المدينة المنورة، وأهل المدينة المنورة الذين نصروه كلهم من أولاد أولئك العلماء، فعلى هذا إنما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله نفسه المملوك له بطريق الهبة أو الهدية من تبع ملك حمير لا منزل غيره، وإنما كان أبو أيوب الأنصاري حارساً للدار وحافظاً لها فقط لا غير، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله حتى ابتنى مسجده صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الإمام السهيلي أن هذه الدار آلت بعد أبي أيوب الأنصاري إلى مولاه ” أفلح ” وأن أفلح هذا باعها إلى المغيرة بن عبد الرحمن بألف دينار ثم اشتراها الملك شهاب الدين غازي ابن الملك العادل أخي نور الدين الشهير وبناها مدرسة سميت بالمدرسة الشهابية نسبة إليه.
وفي أواخر القرن الثالث عشر الهجري أعيد بناؤها بصفة مسجد ولاتزال إلى الآن بهذا الشكل وتعرف باسم زاوية الجنيد كما في تعليقات العلامة المرحوم الشيخ إبراهيم فقيه على خلاصة الوفاء، وتعرف اليوم ببيت البالي والله أعلم بالصواب.

تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً
أحمد ياسين الخياري ص 167 – 168
تعليق عبيد الله أمين كردي
مطابع دار العلم / ط1 – 1410هـ – 1990م
الدور الأثرية المشهورة بالمدينة المنورة
———————————-

دار أبي أيوب الأنصاري: ثم بعد دار عثمان في القبلة خمسة أذرع، أو نحو ذلك ثم منزل أبي أيوب الأنصاري الذي نزله النبي صلى الله عليه وسلم، وابتاعه المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وجعل فيه ماءه الذي يسقى في المسجد.
قلت: قد قدمنا في الفصل الرابع عشر من الباب الثالث شرح حال هذه الدار، وأن الملك المظفر شهاب الدين غازي اشترى عرصتها وبناها مدرسة ووقفها على المذاهب الأربعة.

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى
نور الدين علي بن أحمد السمهودي ج2/732
تحقيق: محمد محيي الدين عبد المجيد
دار الكتب العلمية ط4 -1404هـ 1984م
———————————-

وركب راحلته بعد الجمعة صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المدينة، فكان كلما مر على دار من دور الأنصار يدعونه إلى المقام عندهم: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم، هلم إلى القوة والمنعة، فيقول: (خلوا سبيلها – يعني ناقته – فإنها مأمورة) وقد أرخى زمامها وما يحركها وهي تنظر يميناً وشمالاً حتى اذا أتت دار مالك بن النجار بركت على باب مسجده، وهي يومئذ مربد لسهل وسهيل ابني رافع بن عمرو بن مالك بن عباد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
فالمسجد الشريف اليوم وما يليه من جهة المشرق دار بني غنم، قيل: وهما يتيمان في حجر معاذ بن عفراء، ويقال أسعد بن زرارة وهو المرجح وبه جزم ابن النجار، وفي كتاب يحيى: يتيمين لأبي أيوب يقال لهما: سهل وسهيل ابنا عمرو والله أعلم. ثم ثارت وهو عليها حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري، ثم ثارت منه وبركت في مبركها الأول وألقت جرانها بالأرض وأرزمت. قيل: والجران: باطن العنق، وقيل: مقدم العنق من مذبح البعير إلى منحره، وأرزمت الناقة: صوتت من غير أن تفتح فاها، والحنين أشد منه. والله أعلم. فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هذا المنزل ان شاء الله واحتمل أبو أيوب رحله وأدخله بيته.
قيل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع رحله) فمضت مثلاً.
قال ابن زبالة: ونزل معه زيد بن حارثة الله أعلم.
وكانت دار بني النجار أوسط دور الأنصار وأفضلها، وهم أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، أمه سلمى ابنة عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
وروى ابن بكار عن عبد الرحمن بن عتبة عن أبيه قال: اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينيه فنزل وتخيره وتوسط الأنصار.
قيل: وأنزله أبو أيوب في السفل ثم سأله في ذلك استعظاماً له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (السفل أرفق بنا وبمن يغشانا) فقال: والله لا أمشي فوقك أبداً. وقيل: إنما سأل ذلك لما انكسر الحب فتقاطر الماء عليه فسأله فصعد حينئذٍ. (والحب بضم الحاء المهملة الخابية: والجمع حباب بالكسر فارسي معرب).
ونقل بعض شيوخنا عن المبتدا لابن إسحاق أن هذا البيت الذي لأبي أيوب بناه تبع الأول، واسمه تبان أسعد لما مر بالمدينة وترك فيها أربعمائة عالم وكتب كتاباً للنبي صلى الله عليه وسلم ودفعه إلى كبيرهم وسأله أن يدفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، فتداول الدار الملاك إلى أن صارت لأبي أيوب وهو من ولد ذلك العالم. قال: وأهل المدينة الذين نصروه عليه الصلاة والسلام من ولد أولئك العلماء، فعلى هذا إنما نزل في منزل نفسه لا منزل غيره، قال أنس: صعدت ذوات الخدور على الأجاجير- يعني عند قدومه – يقلن:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
والغلمان والولائد يقولون: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحاً به. وفي شرف المصطفى لما بركت الناق على باب أبي أيوب خرج حوار من بني النجار يضربن بالدفوف ويقلن:
نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار
فقال صلى الله عليه وسلم: (أتحببنني) ؟ قلن: نعم يا رسول الله، فقال: (وأنا والله أحبكن) قالها ثلاثاً، وبعد مقدمه بخمسة أشهر، وقال ابن عبد البر بثمانية، آخى بين المهاجرين والأنصار – وكانوا تسعين رجلاً، من كل طائفة خمسة وأربعون، وقيل مائة – على الحق والمواساة والتوارث، وكانوا كذلك إلى أن نزل بعد بدر: (وأولوا الأرحام) الآية والله أعلم.
ولم يزل صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب ينزل عليه الوحي ويأتيه جبريل عليه السلام حتى بنى مسجده ومساكنه، قيل: وكانت المدة عند أبي أيوب سبعة أشهر فيما قاله ابن النجار، وقال رزين: من شهر ربيع الأول إلى صفر من السنة الثانية، وقال الدولابي: شهراً، وعند ذلك فرغ من بناء مسجده وبيتين لعائشة وسودة على صفة بناء المسجد من لبن وجريد النخل، ثم لما تزوج عليه الصلاة والسلام نساءه بنى لهن حجراً وهي تسع، قال رزين: وما مرت بهم ليلة من نحو السنة الا وتأتيه جفنة سعد بن معاذ ثم سائر الناس يتناوبون ذلك نوباً. وفي كتاب يحيى عن زيد: ما من ليلة الا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم منا الثلاثة والأربعة يحملون الطعام ويتناوبون بينهم حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت أبي أيوب، ثم قال وما كانت تخطئه جفنة سعد بن عبادة.

تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة
أبو بكر بن الحسين بن عمر المراغي ص 57-62
تحقيق: د. عبد الله العسيلان

———————–

خريطة توضح موقع الدار

اضف رد