اسابيع قليلة تفصلنا على موعد الذكرى 527 لسقوط غرناطة ( الاندلس الصغيرة ) حاضرة ملك وسلطان بني الاحمر الخزرج الانصار والتي تصادف الثاني من يناير كانون الثاني من كل سنة . ذكرى نحاول قدر المستطاع وبكل موضوعية وا ماهو محاولا اماطة اللثام على تاريخها و حضارتها ودورها المحوري في استمرار الحكم العربي الاسلامي لازيد من 250 سنة .. قرنين ونصف حافلين بانجازات …. ونجاحات …… وخيبات امل ……. سجلت باحرف من ذهب فاسرة بني الاحمر او بني نصر والتي نلتقي معها في جدنا المشترك ( طريف) اسهمت بالشئ الكثير في مجالات عدة ولا يمكن لكل منصف عادل ان يختزل ادوراها وجهودها في مرحلة اخيرة اثر الخلافات الداخلية للاسرة والتي اسهم فيها وزراء السوء والبطانة الفاسدة وضربات مملكتي قشتالة والاراغون فهناك عوامل داخلية وخارجية اسهمت في السقوط المدوي وعجلت بخروج المسلمين من شبه الجزيرة الابييرية تاركين وارئهم امجادا خالدة واسهامات واضحة وحضارة قلما نظيرها وما قصر الحمراء ( الاقامة الملكية لبني الاحمر ) الا نموذج حي على ذلك وحتى لا اطيل عليكم وحتى لا اتهم كذلك بالدود عن العائلة الانصارية الحاكمة فوجب على كل باحث مختص او غير مختص ان ينصف السلطان ابو عبدالله الصغير وان ينظر الى النصف الممتلئ من الكأس. واختم بتقديم تعريف موجز عن مؤسس مملكة غرناطة .
السلطان أبو عبد الله محمد الأول (1198 – 1273) (595 – 671 هـ) هو الغالب بالله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر، المعروف بـابن الأحمر. من بني نصر أو بني الأحمر المنحدرة من بني ساعدة الخزرجية الانصارية الأزدية القحطانية مؤسس دولة بني نصر بالأندلس والسلالة الحاكمة فيها. حكم مملكة غرناطة بين عامي (1238 – 1273).
(يرجع الفضل في قيام مملكة غرناطة التي شاء الله ان تكون ملاذ المسلمين في الأندلس دهرا طويلا آخر إلى عبقرية رجل من ذوى النباهة والسياسه والدهاء والعزم والتواضع معا وهو محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر المعروف بابن الأحمر سليل بنى نصر و هو في الاصل سادة حصن ارجونة على مقربة من اعمال قرطبة ويرجعون نسبهم إلى الصحابي سعد بن عبادة الخزرجي الانصاري الازدي رضي الله عنه سيد الخزرج من اعرق بطون القبائل العربية وكان لبنى نصر وجاهة وعصبية بالأندلس وولد محمد بن يوسف بن الأحمر في ارجونة سنة 1198 م ونشأ في مهاد الفضيلة والتقشف جنديا وافر الجرأة والعزم يتزعم قومه ويقودهم إلى مواطن النضال وبالرغم من كل هذا إلا انه كان طموحه بلا حدود وواتته الفرصة عندما ضعف امر الموحدين بالأندلس والمغرب وانتزع ثائر الأندلس الشهير محمد بن يوسف بن هود منهم الكثير من الثغور والقواعد تباعا كما اطاعته الكثير من القواعد وبايع بن هود الخليفة العباسي المستنصر بالله في بغداد حتى يصبغ الشرعية على سلطتة وكان كلا من ابن هود وابن الأحمر يتطلع إلى الاستئثار بزعامة الأندلس واقتتلا على مقربة من اشبيلية هزم فيها ابن هود و لكن عندما رأى استتباب الامر لابن هود وتفاهمه مع الخليفة اختار ان يعقد هدنة معه و بوفاة ابن هود انهارت دولته بسرعة وعندئذ استولى ابن الأحمر على المرية وقامت مدينة غرناطة بدعوته فدخلها في حفل بسيط فجعل بها مقر حكمه وقاعدة سلطانه . وهكذا نشأت إمارة غرناطة الصغيرة من غمر الفوضى التي سادت الأندلس عند انهيار دولة الموحدين ولكنها كانت في حاجة إلى الاستقرار والتوطد وكان ابن الأحمر يواجه في سبيل هذه المهمة كثيرا من الصعاب و كانت الأندلس قد مزقتها الحرب الأهلية وانتثرت إلى حكومات ومناطق عديدة وكان ابن الأحمر يحظى بتأييد جمهور كبير من الشعب الأندلسي ولا سيما في الجنوب)
( الصورة السلطان أبو عبد الله محمد الأول (1198 – 1273) (595 – 671 هـ) عند باب حصن ارجونة)
اخوكم ابو جاسم محمد بن عندالله الانصاري
مدير بوابة الانصار العالمية