أخر المستجدات
الانصار بمدينة ولاتة التاريخية

الانصار بمدينة ولاتة التاريخية

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

ارتايت الليلة ان انشر ولو النزر اليسير عن مدينة ضاربة في عمق التاريخ مدينة تسكننا اكثر مما نسكنها .مركز اسلامي اشعاعي اسهم بالكثير في اغناء الحضارة العربية الاسلامية مدينة تربطني بها وبصفة شخصية علاقة عمومة وخؤولة حيث انهم ينحدرون منها ولازالوا يقطنونها الى اليوم. مدينة تاريحية تقع في ولاية الحوض الشرقي تبعد عن عاصمة البلاد ب 1350 كلم وقد أعلنتها اليونيسكو موقعاً للتراث العالمي.مدينة اسست في القرن الأول ميلادي حيث كانت تعرف ب “بيرو” انها المدية الموريتانية التاريخية مدينة ولاتة أو “ولاتن” وقصتي معها عشق تاريخي بها وجزء لا يتجزء من كياني في شقه الاسري ادا صح التعبير فلي فيها ابناء عمومة وهم ابناء ياداس وابناء التاجر الولاتي وابناء تاقاط وغيرهم وفيها خؤؤلة حيث جدتنا ام عشيرتي الانصار اولاد اسليمان وابناء عمومتهم اهل ابريهمات هي الولية الصالحة مالوكت البلاوية ( اولاد بلة) الحسانية الجعفرية الزينبية الهاشمية ام الولي الشيخ سيدي يسين الكبير جد العشيرتين السالفتين الذكر وابن سيد اعلي ( لعصام) الجد الجامع لقبائل الانصار اولاد حنين ( اولاد تيدرارين) والتي اتت مع الشيخ احمد بن يداس جد الانصار ابناء يداس من الحوض او ازواد حسب الرواية التاريخية المعروفة وليس سيدي يسين الصغير كما يروج له البعض الذين يسعون دوما تخصيص عشيرة دون اخرى بامور عدة وهنا تستمر تلك العلاقة بين الانصار وعشائر بني هلال وبني سليم وبني معقل مند الجد الصحابي الجليل ابو دجانة الانصاري رضي الله عنه الذي كان اخواله واصهاره من بني سليم وحتى لا اطيل عليكم اترككم مع نبذة عن ولاتة

تقع مدينة “ولاتة” على بعد حوالي تسعين كلم إلى الشمال الشرقي من النعمة عاصمة الحوض الشرقي، عبر طريق رملي وعر

وقد عرفت مدينة “ولاتة” قديما باسم “بيرو” وكانت خاضعة لامبراطورية غانا، ثم عرفت بعد ذلك باسم “إيوالاتن” أو”ولاتن” ثم الاسم الحالي: “ولاتة”

نزل بها “السرغلات” عند ما تفرقوا من غانا (سنة: 611هـ=1214م)

 

بوابة الأنصار العالمية

أما أول من سكنها من أهلها اليوم: فقبيلة “لمحاجيب” وكانت لهم الرئاسة فيها حتى دخول الاستعمار الفرنسي لها سنة 1912م.

لقد زار الرحالة ابن بطوطة مدينة “ولاتة” سنة 753هـ=1352م ، والتقى بقاضيها العلامة: محمد بن عبد الله بن ينومر الملقب “المحجوب”، ووصف أهلها بأنهم محافظون على الصلوات وعلم الفقه وحفظ القرآن، ونوه بدورها الثقافي والتجاري وكرم أهلها

وتحدث في رحلته عن الازدهار الشديد الذي تعرفه هذه المدينة بحكم موقعها بين الاقاليم السودانية (مالي) وبين سجلماسة والواحات المغربية، ووصف رخاء معيشة اهلها بقوله (ويجلب اليهم تمر درعة، وسجلماسة، وتأتيهم القوافل من بلاد السودان فيحملون الملح ويباع الحمل منه بولاتن بثمانية مثاقيل الى عشرة ويباع في مدينة مالي بعشرين مثقالا وربما يصل الى اربعين مثقالا وبالملح يتصارفون كما يتصارف بالذهب والفضة يقطعونه قطعا ويتبايعون به) (الرحلة ص 658)

كما ذكرها كذلك المقري ضمن كلام ملخص في الجغرافيا

وذكرها كذلك المؤرخ “ابن خلدون” ووصف دورها التجاري في امبراطورية “مالي”، وقال: “إنها على التخوم الشمالية لمالي في حدوده مع المغرب الأقصى”

ومنذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي عرفت مدينة “ولاتة” بداية نهضة فكرية كبيرة، وأصبحت أحد أهم مراكز الإشعاع الثقافي العربي الإسلامي، وهاجر إليها عدد كبير من علماء تيمبوكتو وفاس وتلمسان ومراكش، كما استقر بها بعض أهالي توات بجنوب الجزائر، وبعض العائدين من الأندلس

شكلت تلك الهجرة إلى مدينة “ولاتة” أهم روافد المدينة الثقافية التي بقيت حتى الآن، وسمح لها في نفس الوقت بأن تتحول خلال القرون الخمسة الماضية إلى منارة ثقافية، وعلمية وعاصمة من عواصم الفقه المالكي، والتصوف الإسلامي

كما نجد هذه الروافد المختلفة ماثلة في العمارة الولاتية البديعة، وفي عادات سكان المدينة شديدة التحضر وسط عالم صحراوي بدوي، غير مناسب تماما لهذه العادات الحضرية

يقال إن “بيرو” (ولاتة) تأسست قبل البعثة، وانها كانت مدينة وثنية، وان الإسلام دخلها سنة 43 هـ علي يد سرايا عقبة بن نافع الفهري والتي ضمت امراء وقواد من الانصار والمهاجرين وغيرهم من الفاتحين من اباء واحفاد الصحابة الاجلاء رضوان الله عليهم ، و يوجد ضريح ابنه “العاقب” في صحن مسجدها

لقد عرف عن أهل “ولاته” شغفهم الشديد بالعلم والتعلم، وكانت نتيجة ذلك أنه لا يوجد حي من أحيائها إلا وفيه محظرة لها طلابها وروادها

نالت مدينة ولاتة –كسائر المدن التاريخية- حظها من الإهمال والنسيان، فلم تشفع لها مكانتها التاريخية، ولا تراثها الإنساني لدى الرؤساء المتعاقبين على سدة الحكم، فما تزال تعاني من إقصاء وإهمال ونسيان وعزلة تامة

عن موقع التيسير الثقافي

اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد ع

اضف رد