أخر المستجدات
الانصار بالمغرب الاقصى

الانصار بالمغرب الاقصى

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

مجددا نلتقي ضمن سلسلة التعريف بقبائل وعوائل واسر وشخصيات الانصار اوسها وخزرجها هذه المرة من المملكة المغربية البلد الذي وفدت اليه كل هذه القبائل والعوائل والاسر سواء من الجزيرة العربية الموطن الاصل ابان قيادتهم للفتوحات الاسلامية ونشر لدين الحق وتفرقوا في مشارق الارض ومغاربها او من الاندلس الفردوس المفقود وخصوصا ابان سقوط دولة الانصار بنونصر او بنو الاحمر ملوك غرناطة كل هذه الامور وغيرها ساهمت في استقرارهم بالمغرب الاقصى والذي منه اطل عليكم هذه الليلة اليكم

 

1- قبيلة الانصار اولاد حنين ( اولاد تيدرارين ) الصحراوية

 

قبيلة الانصار اولاد حنين ( أولاد تيدراريـن) من أقدم القبـائل العربية التي استوطنت منطقـة الساقيـة الحمـراء ووادي الذهـب, وأقامت بهـا مراكـز حضـارية و زوايـا إسلامية لنشر الثقافة الإسلاميـة و خاصة بمنطقـة الساحل المحاذي للمحيط الأطلسـي الممتد من شمال إفني حتى انخيلة وأماسـين جنوب الداخلـة بوادي الذهـب, واهم تلك المراكز بوجدور وزاوية سيدي هيبـة في تيورار ولمسيبـد الذي توجد به مقابر أجدادهم ابتداء بالجد المؤسس والأب الكبيـر حنيــن بن سرحـان, ويتوالى أبناءه من بعـده وأحفاده إلى يـومنـا هذا

 

قبيلة الانصار اولاد حنين ( أولاد تيدرارين) من أوفر قبائل الساحل حتى قيل انه كان باستطاعة المسافر أن يسافر من غير حاجة إلى زاد من حاشية البحر الأخضر من حومة الداخلة إلى مراكش يصبح ويقيل ويبيت في أحيائهم

 

قبيـلة الانصار اولاد حنين ( اولاد تيدرارين) من قبائل الصحـراء المتمسـكة بالعقيـدة الإسلامية والعادات العربيـة فمـن نـاحية تمسكـها بالدين نجـد قانونها الخاص بها والمسمى عندهم ’سـدا للذريعة’المبني على أسس الشريعة الإسلامية, وميلها الغريزي للقيام بشعائر الدين الصحيحة ونبذ لكل خرافة وبدعة ووهم, فلا نجد من بين أبنائها مشعوذ ولا حجاب ورغم كثرة أضرحة أوليائها بكل منطقة الساحل, فإن مواسمهم هي مواسم زيارة في حدود ما يسمح به الشرع, بعيدا عن الخرافات والبدع, ولم يحدث أن ارتكبوا الأعمال المخالفة لمبادئ الإسلام السمحة, كنهب مال المسلمين, أو سلب مال الضعفاء, بل يلتزمون أقصى حدود أحكام الإسلام في معاملاتهم واتصالاتهم, كما يضعون للفقهاء مقاما واعتبارا يليف بمكانتهم العلمية,

 

وحرصا من أولاد حنين ( اولاد تيدرارين )على صفة الأنصار البارزة فإنهم يتقيدون بميزات خاصة بهم منها ميلهم إلى عدم الاختلاط بغيرهم تجنبا لما يثيره ذلك من مشاكل وتعقيد وعدم تبديلهم لمواطن سكناهم التقليدية المعروفة

 

وللتيدراريني حب في العمل واجتهاد في التكسب, يعيشون عيشة شريفة ويكسبون قوتهم بعرق جبينهم وكدهم واجتهادهم, ويتفاوتون في ذلك منم فخذ إلى فخذ, فمنهم من يزاول رعي قطعان الإبل ويبذل الجهد ويتحمل المشاق في سبيل تنميتها وزيادة أعدادها, ومنهم ممن يلجأ إلى المواسم الزراعية فيزرع ما شاء الله من القمح والشعير

 

يقوم نظامهم الاجتماعي على أساس القبيلة, فالقبيلة هي عماد النظام ومحور الحياة

 

سواء كانت رحالة أو مستقرة تتكسب من الفلاحة أو تربية الأنعام. وتتركب القبيلة من البطون, وتتكون البطون من الأفخاذ التي تتشكل من الأعراش التي تجمع مجموعة من العائلات برابطة الدم والأفراد يتعلقون بالعرش ثم الفخذ ثم القبيلة, وتقوى الرابطة كلما ضاق المجتمع وتضعف كلما اتسع  ويرأس الأب أو الزوج الأسرة وله كامل السلطة في تسيير شئونها حسب ما ينص عليه الدين والعرف الاجتماعي

يتمسك أولاد حنين (اولاد تيدرارين تيدرارين) بالفضائل الإنسانية ويتنافسون في الخلال الحميدة, وقد جبلوا على الخلق الكريم من صدق وأمانة ونزاهة حتى عرفت كلمة تيدراريني بصفة الصدق بين سكان الساحل. يتطلعون إلى منازل الشرف والترفع عن دنيات الأمور, يعزون الجار ويكرمون الضعيف, ويحمون النزيل ويوفون العهود. وقد عرف عنهم كغيرهم من سكان ساحل صبرهم على الشدائد, والمكار ه وتغاضيهم عن عيوب الغير وتجافيهم عن الانتقام عند المقدرة, ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقيره وحمل الكل وإعانة الضعيف على النوائب, وبذلهم الأنفس في سبيل نصرة الحق, يتدارسون القرآن وينشغلون بتفسير أحكامه معظم أوقاتهم دليل رسوخ إيمانهم وصحة عقيدتهم واشتغالهم بما يعنيهم وعدم تدخلهم في شئون الغير

وكان سلاطين وملوك الدول الإسلامية بالمغرب يخصونهم بالرعاية و الاعتناء, فقد

حظيت قبيلة أولاد حنين (اولاد تيدرارين) بثلاثة ظهائر توقير, والعديد من المراسلات منم قبل السلاطين المغاربة, وهو أمر لم يحظ به إلا القليل من سكان الصحراء أما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام العرف المبني على فواعد الإسلام فقد اتخذوا المعلمين لتعليم أبنائهم القران وأحكام الدين وكان لكل عائلة محظرتها الخاصة بها تنتقل معها أينما ارتحلت وتحل معها حيثما حلت, فاستهترت منهم عائلات بالعلم واكتسابه. ولم يكن حال المحاظر على ما هو عليه في منطقة الجنوبية المعروفة اليوم باسم موريتانيا, وتمحور مفهوم الزوايا حول الأولياء الصالحين أكثر منه حول انتشار الزوايا المستقرة واهم زوايا أولاد تيدرارين التي أقاموها

1 زاوية أهل الطالب اعلي في الساقية الحمراء وأهلها على قدر لأبأس به من العلم

2 زاوية أهل استيلة في المغرب وهي زاوية كبيرة ومعروفة في كامل المغرب

3 زاوية أهل الفغ المختار بن مقلش بن اعلي بن أبي يعزى في منطقة القبلة و الفغ المختار هو أول من قدم بنص الشيخ خليل على القبلة.

4 زاوية داود بن موسى بن عبدالل بن سيدي احمد بوغنبور في آفطوط الشرقي

الجد المؤسس والأب الكبير لهذه القبيلة هو حنين بن سرحان بن عبد الملك  بن الحسن بن محمد بن كلي بن أبي دجانة الأنصاري الخز رجي رضي الله عنه وكان جده من ضمن الفاتحين الذين قدموا مع عقبة بن نافع في حملته الأولى سنة 662 ميلادية 42 للهجرة و في تلك الحملة لم يعرج عقبة بن نافع على الساقية الحمراء حيث اتخذ طريقاََ وسط الصحراء الوسطى إلى السودان ووصل غرباََ إلى وادان وترك بها بعض أعوانه من المهاجرين و الأنصار لنشر الإسلام كان من بينهم جد حنين ورجع عقبة بن نافع على نفس الطريق التي سلكها إلى هذه النواحي حيث قفل إلى القيروان

ولكن عقبة في ولايته الثانية سنة 681 ميلادية أي بعد عشرين سنة وطد العزم على سلوك طريق البحر نحو السودان الغربي, ويقول ابن خلدون بأنه وصل إلى درن وقاتل المصامدة بها وكادوا يقضون على جيشه الصغير لولا زناته الذين تحزبوا له و نصروه فأجتاز سوس لقتال من بها من صنهاجة وهم يومئذ على دين المجوسية فأثخن فيهم وانتهى إلى تارودانت وقاتل مسونة من وراء سوس واجتاز وادي درعة ووصل إلى اربـاض الساقية الحمراء, ورجال عقبة هم أول من ادخل لإسلام إلى هذه البقاع

إن عقبة لم يخف تطلعه صحبة الفاتحين في الحملة الثانية للوصول إلى هذه الجهات من الجهة الغربية المحاذية للبحر, وفي الواقع هناك سر يحيط بهذه القضية يعزيه البعض إلى الالتقاء بصحبه الفاتحين الذين ترك في وادان ومعرفة أحوال تلك الحامية وما أصبح عليه أمر الإسلام بتلك البقاع بعد الحملة الأولى, والبعض يعزيه إلى وجود فلول من سكان خيبر كانوا على دين اليهودية انتقلوا إلى موريتانيا بعد الهجرة النبوية

ولقد كانت حملة عقبة بن نافع خاطفة و كان عدد الفاتحين ضئيلا إلا إن الدور الذي أداه رجال عقبة بعد عودته مكن الإسلام من الانتشار رويداََ رويدََا على امتداد قرن من الزمن غذ كان يغزو بمبادئه السياسية أكثر مما يغزو برجاله

و قد قتل والد سرحان بن عبد الملك والد حنين في حرب تامكونا في وادان ودفن هناك وينتهي نسب حنين إلى ابي دجانة الأنصاري الخزرجى رضي الله عنه,

وأبو دجانة هو الذي أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم سيفه يوم بدر, فبعد أن نهى الرسول عن ألآخذ في القتال إلا بأمره, حرض أصحابه على القتال وحضهم على المثابرة والجلاد عند اللقاء واخذ ينفث روح الحماسة والبسالة في أصحابه حتى جرد سيفا باتراََ ونادى أصحابه من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال ليـأخذوه منهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والزبير بن العوام وعمر بن الخطاب, حتى قام إليه ابودجانة سماك بن خـرشه فقال وما حقه يا رسول الله؟ قال : أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني قال أنا آخذه بحقه يا رسول الله, فأعطاه إياه وكان ابودجانة رجلا شجاعاََ يختال عند الحرب وكانت له عصابة حمراء إذا اعتصب بها علم الناس إنه سيقاتل حتى الموت فلما اخذ السيف عصب رآسه بتلك العصابة وجعل يتبختر بين الصفين وحين إذٍ قال رسول الله صلى اله عليه وسلم إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن واقبل ابودجانة معلماََ بعصابته الحمراء آخذاََ بسيف رسول الله صلى اله عليه وسلم مصمماََ على أداء حقه وقاتل حتى أمعن في الناس وجعل لا يلقى مشركاََ إلا قتله, واخذ يهد صفوف المشركين حتى قال الزبير بن العوام وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم, السيف فمنعنيه وأعطاه ابادجانة وقلت أي في نفسي أنا ابن صفية عمته ومن قريش قد قمت إليه وسألته إياه قبله فأتاه إياه وتركني والله لآنظرن ما يصنع؟ فتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه فقالت الأنصار اخرج ابودجانة عصابة الموت, فخرج وهو يقول:

أنا الذي عـاهدني خليلــي ونحن بالسفح لدى النخيـل

أن لا أقوم الدهر في الكيول اضرب بسيف الله والرسول

والكيول معناها آخر الصفوف, فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله, وكان في المشركين رجلاََ لا يدع جريحاََ مسلماََ إلا زف عليه, فدعوت الله أن يجمع بينهما, فجعل كل واحد منهما يدنوا نحو صاحبه فالتقاه ابودجانة فاختلفا ضربتين, فضرب المشرك ابادجانة فاتقاه بدرقته فغضب بسيفه فضربه ابو دجانة فقتله ثم أمعن في هد الصفوف حتى خلص إلى قائدة نسوة قريش وهو لا يدري بها, قال ابودجانة رأيت إنسانا يهمش الناس همشا شديداََ فصمدت له فلما حملت عليه السيف ولول فإذا إمرة فأكرمت سيف رسول الله أن اضرب به امرأة, وكانت تلك المرآة هي هند بنت عتبة قال الزبير بن العوام : رأيت ابادجانة قد حمل السيف على مفرق رأس هند ثم عدل عنها فقلت الله ورسوله اعلم

ويذهب بعض المؤرخين إلى أن أبناء حنين هم أولاد تيدرارين وايدوبجه ولوتيدات من ابدوالحاج ونجد في بعض الشعر الحساني لمحمد الآمين ابن الكتاب ما يشير إلى روابط بين ايدوالحاج وأولاد حنين ( اولادتيدرارين) حيث يقول:

بسم الله اعْلَ شكرانْــصار  رسـول الله الرافــــــعين

اخْيَامْ العزة بالتكـــرار اخيام الفـضل وُبَلْ الديـــن

اخيام ابن عَـمِ لحـــرار ذوك اخيـام أولادتيدرارين

ذرية اعلي لعصام انـــصار وأبناء عـم عـين افعـــين

وجهي فيهم ماكط اصفار يحمر فالبـرانيـــــــين

رب تعطيهم من لعمــار كد اليبـغ هُـمَ وامــــين

كافيهم حديث المخــتار محمد خيـر المرسلـــــين

اللهم ارحم الآنــــصار وأبناء الأنصار إلى يوم الدين

وعثر على وثيقة عند احد ابدوالحاج يعود تاريخها إلى 1182 هجرية تتضمن وكالة احد أولاد حنين ( اولاد تيدرارين )يدعى الحاج احمد الصغير لصديقه الطالب أمحمد بن الحسين من ايدوالحاج على أراضيه المتبقية في وادان وذلك بمناسبة رحيله, ولا يشك معظم أبناء القبيلتين في وجود رابطة في النسب بين هذه القبائل وخاصة بين أولاد حنين ( اولاد تيدرارين )والزوايا المنتسبون إلى الأنصار من ايدوالحاج وأبناء اعل

وقد عرفت القبيلة في كتب التاريخ بأسماء متعددة منها أبناء اعز وهو ابويعزى بن إبراهيم بن حنين أو مولاي بوعزة المغربي وقد لقب كذلك بابي فبرين قبر في جبل درن وقبر في ازريبةِ لمسيد والاسم الحالي أي أولاد تيدرارين يعتقد بعض مشائخ القبيلة وهي أقلية إن مصدره هو حنين إذ كان لقبه تيدرارين ومنه أتى هذا الاسم, وقد سكن كل أو بعض أولادتيدرارين من تاريخهم ما بين ادرار الشرقي وهو ادرار التمر وادرار الغربي وهو ادرار سطف وصاروا يعرفون [أولاد ادرارين ومن ذلك اشتق اسم القبيلة وهو الاعتقاد الأكثر شيوعاً وتداولاَ بين أبناء القبيلة وفي المراجع والكتب التاريخية

سكن أبناء حنين في وادان وقاموا بنشر تعاليم الإسلام في تلك المنطقة صحبة الفاتحين المسلمين, وانتقل حنين إلى الساحل وترك ذريته في وادان ومن أبنائه الذين ترك في وادان يداس و اعلِ ومن أبناء اعلِ بعض أهل ولاته وأهل اسويدان أما احمد بن يداس فقد التحق بجده حنين في الساحل

تزوج حنين في قبيلة كندوز واستقر معهم وكان يعلمهم القرآن وغيره من علوم الدين وعقب فيهم ابنه إبراهيم وحنين هو أول دفين دفن في لمسيد من ارض الساحل

ويعتقد أن التسميات المختلفة للقبيلة حيث كانت تعرف في الشرق و القبلة بأبناء حنين وفي الساحل بأولاد تيدرارين وفي الشمال بأبناء اعز أدت إلى عدم جمعهم حول اسم واحد جامع وظلت كل منطقة محتفظة باسم مختلف عن الأخرى ومع مرور الزمن قل الترابط وأصبحت كل جهة لا تعلم أن هناك أبا جامعا لها جميعا, حيث يقول العقيد مصطفى ولد محمد السالك ولد ولاتة الرئيس الموريتاني الاسبق عندما علم أن ميسم الدال يشركهم مع أولاد حنين ( اولاد تيدرارين): سبحان الله لم أكن اعلم أن ميسم الدال عند غيرنا.فالميسم يجمع فقط أبناء الرجل الواحد وقد خط مخطوط بيده يثبت علاقته وقرابته بالانصار اولاد حنين ( اولاد تيدرارين)

وبعد فترة من نزوح حنين إلى الساحل عاد أبناءه إلى وادان واستقروا بها فترة من تاريخهم, ولا تزال بعض الآثار القديمة قائمة لهم في منطقة وادان مثل القرى المندثرة ومنها اكصر أولادتيدرارين والعيون المائية والراضي المحارث والمقابر الكثيرة جنوب تامكونت أين قتل سرحان بن عبدا لوليد, وحدائق النخيل التي نقش على عيون الماء بها حرف الدال وهو الميسم المميز للقبيلة. ويعتبر جبل تامكونت في وادان هو موطنهم الذي أقاموا به أول الأمر ثم أشأوا من حوله القرى وتكونت من ذلك وادان ومن وادان ذهبت 300 رجل لمبايعة السلطان ويقول الشيخ العلامة محمد العبدلل شيخ أولاد حنين ( اولاد تيدرارين )المزداد سنة 1880 ميلادية أن الجد الكبير حنين قدم مع ثلاثة من الأنصار واتخذوا كلمة ’’صدقْنَ ’’ ميسماً مشتركاَ وبعد فترة من الزمن تفرقوا. استقر حنين في وادان, واستقر جد ايديبوسات في تكانت وجد أهل شاق الخطاط في اطار واستقر رابعهم وهو جد ايديدب في بوتليميت وتقاسموا بينهم كلمة ’’صدقن’’ واتخذ كل واحد حرفا ميسما مميزا لممتلكاته من الحيوان. فاخذ جد ايديبوسات حرف ’’ص’’ وجد أولاد حنين (اولاد تيدرارين ) حرف ’’د’’ وجد ايديدب حرف ’’ق’’ وجد أهل الشاق الخطاط حرف ’’ن’’

تأسست مدينة وادان على الأرجح فى سنة 536/1142 وينسب تأسيسها إلى ثلاثة حجاج هم: الحاج عثمان الأنصاري، والحاج يعقوب القرشي، والحاج علي الصنهاجي. وتضيف بعض الروايات حاجًا رابعا هو عبد الرحمن الصائم، جد الصيام كما يقال إن هؤلاء الحجاج الثلاثة الأول كانوا يقطنون قرى حول وادان قبل حجهم، وأنهم هجروها بعد قضاء نسكهم وقرروا تأسيس وادان  وتوجد اليوم على مقربة من وادان أطلال العديد من القرى مثل تفرله، وتامكونه.

وورد أول ذكر لوادان سنة 850/1447 فى رسالة أحد التجار الجنويين بتوات، قبل أن تذكرها الكتابات البرتغالية فى القرنين 15 و16. ويذكر الوزان هيمنة لودايه على المنطقة الممتدة بينها وبين ولاته ونظراً لأهميتها فى المنظومة التجارية الصحراوية وقتها بوصفها مجمعاً لطرق التجارة على المحور الغربي، وتحكمها فى مملحة الجل؛ فقد حاول البرتغاليون إقامة مركز تجاري بها ما بين 1485-1490، ووصلت إليها حملتان سعديتان فى 43-1544 و 1584

وقد تألق نجمها كمحطة تجارية وكمركز إشعاع علمي ختى أواسط القرن 18 حيث ستنتزع منها شنقيط تلك المكانة. ويقول الطالب أحمد بن اطوير الجنة أنه كان يوجد فى وادان أربعون دارا متجاورة فى كل منها عالم. ومهما كان حظ تلك الرواية من الصحة، فإنها تعبر عن انتشار عمودي وأفقي للثقافة فى تلك المدينة نلمسه من خلال اضطلاعها بأقدم المؤلفات المعروفة فى المنطقة(موهب الجليل) ورجوع الكثير الأسانيد العلمية لمشاهير فقهائها من أمثال أحمد بن أيد القاسم. وما تزال بوادان مكتبات لها أهميتها على الرغم من أن مضاعفات الصراع على إمامة المسجد فى النصف الأول من القرن 19 قد حرمتها من نفائس مخطوطاتها التى ورثتها تيشيت بدرجة أولى وشنقيط بدرجة ثانوية

كان للرحلات التي قام بها حنين نحو الساحل اثر كبير في تدعيم دعائم الإسلام ونشر تعاليمه فقد كان شيخا عالما من ذرية الفاتحين, اهتم بعلوم الدين والعقائد الإسلامية ولما قدم إلى قبيلة كندوز كون المحاظر القرآنية واخذ يعلمهم القرآن وعلوم الفقه, فزادت بذلك رقعة الإسلام وكثر تابعيه, وعلى نفس المنوال سار أبنائه من بعده فانتشرت الزوايا بين أبنائه. وعقب فيهم ابنه إبراهيم الذي تولى قيادتهم بعد وفاة أبيه حتى قامت حرب بين أبنائه وأخواله انتهت باندثار قبيلة كندوز وهجرتها من كل منطقة الساحل ولم يبق إلا القليل من آثارها كالبئر المعروف باسمها وبعض قليل ذكره الكسندر اسكوت في مؤلفه عن الساقية الحمراء حيت يقول انه وجد خمسة خيام من قبيلة كندوز عام 1865 ميلادية

يقول الكسندر اسكوت بان السكان التقليديين لمنطقة الساحل هم تدرارين ويقول سيدالحاج إدريس القرشي إن أولادتيدرارين في الصحراء يتواجدون بمحاذاة الشاطي الممتد من الداخلة حتى رأس خوبي ومراكز تكاثفهم لمسيد جنوبا نحو امزان وفي الكعدة

يقول كليتيل في مذكراته رحلةالى الطرفاية من المناطق التي يقطن أبناء ابي يعزى منطقة اييريلات بين بعض التلال وجد منهم دوارا وسوقا ووصفهم بأنهم لا يأكلون في اليوم إلا مرة واحدة

أما بونيللي فيحدد خطوط العرض التي يتواجدون بها فيما بين (23°- 45°) وشرقا باتجاه كلتة زمور

دومنيش الذي ألف كتابه ” حياة البيظان” كتب إن موطنهم الأساسي هو امريكلي لحمر وامريكلي الأبيض

وكل هذه المناطق التي ذكرت هي مناطق الساحل المعروفة التي لم يغادرها أولاد حنين (اولاد تيدرارين )منذ القدم إلا عندما تعرضوا للحروب وفرض على عدة بطون منهم النزوح إلى الشمال باتجاه مراكش والقلعة وجبال اطلس الصحراء

اغلب أولاد حنين ( اولاد تيدرارين ) يقطنون المغرب أين يوجد الكثير من بطونهم وبعضهم في الساحل من الساقية الحمراء ولهم فروعا في القبلة والشرق من ارض البيظان وتوجد بعض خيام أولاد سليمان من أولاد حنين ( اولاد تيدرارين ) في ازواد من ارض مالي

يمكن تقسيم اولادتيدرارين إلى تسعة بطون وثلاثة وعشرين فخذا أما البطون فهي :

1 المقالشه وهم خمسة أفخاذ : أهل الحاج والصنوبات والمنابهة وأهل احمد مسكه و الصوالح

وكل هذه الأفخاذ تلتقي عند مقلش بن اعل الملقب بأعلى لعصام واغلبهم في المغرب إلا أهل اعلي فال من أهل الحاج فإنهم في واد الذهب

2 أولاد سيدي يسين ابن اعلي لعصام وهم فخدين  : أولادسليمان ين وأهل ابريهمات

3 اليدادسة

4 العبوبات

5 أولاد سيداحمد بوغنبور : وهم تسعة افحاذ : الفعاريس وأولاد يس وأولاد موسى وأولاد بوشيكر وأولاد اسماعيل والاد استيله والرحيلات وأهل الطالب اعلي

6 الحسينات

7 أولاد اعلي

8 أولاد بوسحاب

9 أولاد الغازي

10 أهل يــــارا

11 لحميـــدات

وكل هذه القبائل المجتمعة في أولاد حنين ( اولاد تيدرارين) ترفع نسبها إلى الأنصار كما تقدم ويتمسك اغلبهم بوثائق مصدقة لذلك, بعضها محفوظ في رقع من الجلد وبعضها في رقع من الورق القديم وهي أغلى ما يملكون وكتب الشيخ سيديا الكبير بأنه رأى بعض هذه الوثائق مؤرخة في 1092 هجرية وفي زاوية أهل سيدي هيبة من أهل استيلة في تيورار كثير مثل هذا

تلتقي اغلب بطون أولاد حنين ( اولاد تيدرارين ) الأنصار عند اعلي من تيدرارين الملقب “اعلي لعصام” أي الجامع والملقب أيضا سيداعلي وهو اعلي بن أبي يعزى بن إبراهيم بن حنين بن سرحانوأبنائه اعز الملقب مربي اليتامى وعُـبْ جد العبوبات ومقلش جد المقالشه وسيدي يــسين جد أولاد سليمان وأهل ابريهمات , والغازي جد أولاد الغازي

وتجتمع كل من أولاد اعلي وأولاد بوسحاب وأولاد سيد احمد بوغنبور في اعز الملقب مربي اليتامى وأولاد اعلي هم أبناء عم سيد احمد بوغنبور وأولاد بوسحاب هم أبناء أخيه. وعمه سيدي فيلوح ولي صالح لم يعقب

ومن أبناء مقلش اعلي جد أهل الحاج ولقبه الحاج اعلي والصنوبي جد الصنوبات و امنابه جد المنابهة والفغ المختار وهو جد الصوالح واهل احمد مسكة ومن أبنائه امحمد

ومن أبناء عُـب سيدي عبدلل الفارس الأدهم

ومن أبناء سيدي احمد بوغنبور عبد الرحمان الملقب باستيله وهو جد أهل استيله والرحيلات , وفعراس واسمه اعز, جد الفعاريس, ويـس جد أولاد يـس, وعبدلل جد أولاد موسى وأولاد بوشيكر, وإبراهيم جد أهل اسماعيل, وعمر ولم يعقب والطالب اعلي جد أهل الطالب اعلي, وقد كتب له إخوته الرئاسة التامة عليهم في سنة 90. وعمر ولم يعقب

أولا. المقـالشة وجدهم مقلش بن اعلي من تيدرارين وأبناء مقلش هم الحاج اعلي والصنوبي والفغ المختار وامنابه, ومن أبناء الفغ المختار امحمد والصالح واحمد مسكه, والمقالشة خمسة افخاذ كما سلف هم أهل الحاج والصنوبات والمنابهة والصوالح واهل احمد مسكه

1 أهل الحاج

وغالبية أهل الحاج يقطنون شمال المغرب ومنهم النواجم واهل, اعلي فال في الساقية الحمراء ومن النواجم أهل ابداد, واهل علال, واهل حيموده, واهل ادريجه, واهل امحمد ومن أهل اعلي فال أهل سيدابراهيم, واهل اميريك, واهل المختاروالنواجم رجال حرب وحملة سلاح, لهم بطولات كثيرة, أما أهل اعلي فال فهم أهل كتب واجواد وقراء قرآن, ويمتاز أهل الحاج بحسن المنظر وبرودة الأعصاب والتحم في النفس عند الغضب ويحكى إن جد أهل الحاج اعليفال قد أيقظ احد أبنائه من المنام واخبره بأسماء كل أبناءه الذين سيرزقه الله وقال إنهم سيغادرونه جميعا إلا واحدا به علامة مميزة, وهو ما تم فعلا حسب الرواية كما وصفها الجد للحفيد

2 الصنـوبات

سكنهم في الشمال في المغرب, ومن آثارهم في الساقية الحمراء اكرير الصبوبي, قرب الداخلة, عمدتهم في تيورار ومنهم أهل زغمان قي اغادير, وشيخهم محمد بن الحسين بن زغمان

3 المنابـهة

وموطنهم جبال اطلس الصحراء, وتارودانت وهم كثرة كما يصفهم بعض الباحثين في مجال القبائل حرفتهم الحراثة والرعي منهم أهل داحة واهل ددي الذين في الركيبات ومنهم بعض الفرق في الساقية الحمراء

4 أهل احمد مسكه

موطنهم المغرب, في حوز مراكش, ولهم فرع في القبلة في قبيلة ايدبلحسن الموريتانية ومن الذين في الساقية الحمراء ووادي الذهب من أهل احمد مسكه, أهل مسعود بن امحمد, واهل حيموده, واهل إبراهيم بن احمد مسكه, واهل الافظل, ومنهم أهل احمد بن الافظل, واهل عبد الحي, واهل احمد مسطه يشكلون جزءا كبيرا من أولاد تيدرارين في الصويرة, وفي حوز مراكش

5 الصـوالح

احد الأفخاذ الكبيرة من ذرية مقلش بن اعلي لعصام وهم أبناء الفغ المختار الذي رحل إلى القبلة حاملا معه نص الشيخ خليل, ويعتبر أول من قدم بهذا النص إلى ارض موريتانيا  والفغ المختار بن مقلش بن اعلي ألعصام بن ابي يعزى المغربي بن إبراهيم بن حنين  ومن الصوالح الذين في الساقية الحمراء عبد السلام الصالحي, ومجموعة كبيرة في الصويرة مع الفرقة التيدرارينية ورئسهم عندالل بن بوجمعه الصالحي وكنيتهم جميعا الأنصاري وبعضهم الصالحي

ثانيا: أولاد سيدي ياسين ابن اعلي لعصام وهم فخدين : أولادسليمان  وأهل ابريهمات

2- قبيلة الانصار بحائر الخزرجية السجلماسية

طبقات علماء الأنصار الخزرج بسجلماسة

سبق البيان بأن نسب أهل “بحائر الأنصار” في سجلماسة من “إقليم تافيلالت” بالجنوب الشرقي المغربي، ثابت إلى الأنصار الخزرج عبر التواتر الشفوي، المنقول في المنطقة كلها خلفا عن سلف  وقد وعدت بتقصي هذا الأمر جهد الإمكان في كتب التراث وها أنا ذا أعرض تراجم مختصرة لبعض كبار العلماء من أهل “بحائر الأنصار” من سجلماسة، حيث تثبت كتب التراجم نسبهم ذاك مرفوعاً إلى سيد الخزرج الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه وسأنشر ذلك إن شاء الله شيئا فشيئا حسب الظروف ونبدأ بحول الله باثنين منهم، وهما:

 

1- الإمام العلامة المشهور شيخ المالكية في عصره: أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى بن أبي يحيى بن أحمد بن السراج الأنصاري الخزرجي السجلماسي قال تلميذه الإمام عيسى أبو مهدي بن محمد الثعالبي: رأيت بخطه نسبه مرفوعاً إلى سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان عالماً محدثاً إخبارياً أديباً ولد بتافيلالت سجلماسة ونشأ بها ثم رحل إلى فاس، وتوفي بالجزائر: 1057هـ من تآليفه: تفسير القرآن، التقييد الجليل على مختصر خليل في فروع الفقه المالكي، منظومة الدرة المنيفة في السيرة الشريفة، منظومة مسالك الوصول إلى مدارك الأصول، ومنظومة في التشريح ن خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي: 3/173 أيضا: الأعلام للزركلي: 4/309 ومعجم المؤلفين: 7/143 الحفناوي: تعريف الخلف 1: 69 – 72، البغدادي: هدية العارفين 1: 756، 757، فهرس الأزهرية 2: 420، يوسف العش: فهرس مخطوطات الظاهرية 6: 27، البغدادي: ايضاح المكنون 1: 305، 461، 2: 106، 449، 473، 575، 732 690

2- العالم الكبير والبلاغي الشهير: أبو محمد القاسم بن محمد بن عبد العزيز الأنصاري الخزرجي السجلماسي  ولد ونشأ بسجلماسة، ورحل إلى فاس فأخذ عن علمائها ودرس في القرويين توفي بعد 704 هـ له كتاب “المنـزع البديع في تجنيس أساليب البديع” أنجزه إملاءً سنة: 704هـ، وقد حققه الدكتور علال الغازي الأعلام للزركلي: 5/181

أخوكم فريد الأنصاري السجلماسي

3- عوائل انصارية

تنتمي عائلة الخزرجي إلى الامام العارف بالله سيدي أبو العباس أحمد بن جعفر السبتي الخزرجي ، الولي الصالح العالم العارف بالله القطب ذو الكرامات الشهيرة، والمناقب الكثيرة، والأحوال الباهرة، والفضائل الظاهرة، والأخلاق الطاهرة نزيل مراكش، وبها توفّي سنة إحدى وستمائة، وولادته بسبتة عام أربعة وعشرين وخمسمائة، ودفن خارج مراكش، وقبره مشهور وقال ابن الزيات : كان أبو العباس قد أعطي بسطة في اللسان، وقدرةً على الكلام، لا يناظره أحد إلا أفحمه، ولا يسأله إلا أجابه، كأن القرآن والحجج على طرف لسانه حاضرة

ترك هذا الولي الصالح عقبه بسبتة ثم انتشروا في سائر أقطار المغرب و العقب منه في ولدين فقط كما قرأت في تقييد الشيخ السكيرج رحمه الله و هما الحاج أحمد و سيدي علي الخزرجي و منهما تفرعت ذريته حتى دخلت الجزائر رحمة الله عليه

عائلة النجارأحفاد سيدي محمد الْعربي النجار ناظر الزاوية الناصرية بتطوان  وعائلة أبو عبد الله سيدي الْحاج محمد بن أحمد النجار في الزاوية الريسونيَّة بتطوان عام 1299 هجري

 

(1) وعائلة الشَّاطِّ بتجموعات قبائل أنجرة بطنجة

 

(2) وعائلة ابن الأحمر

 

(3) وعائلة السكيرج أحفاد الْفقيه الْمؤرخ أبو محمد سيدي عبد السلام بن أحمد السكيرج الانصاري الْخزرجي الأندلسي التطواني

 

(4) في كلٍّ من تطوان وفاس

 

(5) وعائلة الشَّامي بفاس والتي منهم ام رئيس الحكومة المغربية بنكيران

 

(6) وعشائر بني أنصار داخل تجموعات قبيلة مزوجة بالناضور (7)

 

________________

 

وتجموعات الانصار في بعض جهات السوس، وخاصة بقرية كدورتفي أيسي (1) كا الخزانة الانصارية بتدسي بتارودانت والتي تحتوي على الالاف من المخطوطات ومؤسس الزاوية الناصرية بتامكروت (” تأسست الزاوية الناصرية على يد الشيـخ عمرو بن أحمد الأنصاري سنة 983 هـ”1) ومنهم احد اجداد الانصار اولاد حنين العالم الجليل والولي الصالح والقطب الواضح السيخ ابو يعزي صاحب الكرا مات وصاحب المقام الرفيع شيخ المغرب الاقصى

 

ومنهم كذلك أبوالعباس أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي (ولد بمدينة سبتة 524 هـ/1129م

 

أكبر أولياء مدينة مراكش لا يخلو من ذكره كتاب عن التصوّف في بلاد المغرب

وكل هؤلاء الأعلام وغيرهم كثير لهم ذريات صالحة في جميع أرجاء الْمغرب وغيرهم وهذه امثلة لا للحصر

مع تحيات  اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري

تعليق واحد

  1. حظيت بزيارة موقعكم والاغتراف من معينه الزلال
    فوفقكم الله

اضف رد