المهندس محمد الأنصاري.. الشاب المصري في «نادي الكبار» الخاص بعالم الغاز والنفط
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
وبعد
حين تُستحضر شركات النفط العالمية في الحديث، تتبادر الى الأذهان صور منظومات مالية – دولية معقّدة تختزن مليارات الدولارات من الاستثمارات ويديرها «عمالقة» تسلل العمر والتعب الى جباههم، وحفر في وجوهم عميقاً.
مع محمد الأنصاري، تختلف التجربة. شاب مصري درس الهندسة الميكانيكية في الولايات المتحدة، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة «TRI-OCEAN ENERGY») ثلاثي المحيط للطاقة) النفطية، صار له في القطاع أكثر من 15 سنة من الخبرة العملية، منها مع شركات عالمية أبرزها «شلّ». ولقد طوّر نفسه متنقّلاً في مواقع الاستكشاف، وفي مجال تجارة النفط وتوسيع اطر استخدام الطاقة.. الى أنّ صار من المنتمين الى «نادي الكبار» في عالم الغاز والنفط.
في ندوة «السفير» بعنوان «النفط لنا»، حرص الأنصاري على متابعة النقاش بتفاصيله المملة مسجّلاً ملاحظاته على قصاصة ورق صغيرة، قبل أن يقف على المنبر متحدثاً أمس عن تجربته في هذا القطاع. خرج هذا الشاب المصري الواعد بخلاصة مفادها «أنّ اللبنانيين على قدر عالٍ من الثقافة ما يدفعهم الى مزاحمة بعضهم البعض بكثرة التحليل والنقد من أجل بلوغ حافة الكمال، وهذا مستحيل، ويصيبهم بالشلل. لذا المطلوب منهم أن يبدأوا فوراَ بالعمل ومن دون تلكؤ».
يُقارب محمد الأنصاري تجربة جنوب السودان حيث تعمل شركته حالياً. يقول إنّ الدولة الناشئة حديثاً لم تنتظر أكثر من أشهر معدودة على قيامها حتى تبدأ أعمال التنقيب عن النفط، من دون أن تغرق في متاهات الصناديق السيادية والشركات الوطنية والدفاتر الدولية وغيرها من «الأدوات النظرية». ويُردد مستغرباً: لا أفهم كيف لا يُستفزّ اللبنانيون من كل هذه المماطلة؟
يعترف الرجل أنّ استراتيجية الشركة التي أسسها ويرئسها راهناً لا تقوم على منافسة شركات النفط العملاقة، لا بل على «فتات» الأخيرة، التي عادة ما تترك بعض مواقع الإنتاج في مراحلها النهائية، فتقوم محلها شركات أصغر، إما بالشراكة.. وإما بشكل مستقل.
عوامل كثيرة تساعد هذه الشركات على «الوراثة»، أبرزها كونها محلية تعرف طبيعة الأرض أكثر من تلك الأجنبية، ولأنّ الكلفة تكون أقل عليها، لا سيما اذا كانت الحقول صغيرة نسبياً، وقدرتها على التحرك سريعاً داخل المنطقة العربية بخلاف الشركات العالمية التي قد تحتاج أحياناً الى تدخل دولها.
الشركة التي بناها وفق مفاهيم شركة «شلّ» العالمية التي أمضى معظم حياته المهنية في مواقعها، تضع على المدى القصير خطة لتطوير حقول غاز مصرية في حوض البحر الأبيض المتوسط وخطة أخرى لرفع منسوب إنتاج النفط في جنوب السودان.
ولهذا، فإنّ الأنظار الى لبنان محصورة بالنسبة إليه، بقطاع الطاقة الشمسية، وهو مجال أعماله أيضاً من خلال شركة «كرم للطاقة الشمسية» التي يرئس مجلس إدارتها. يؤكد الأنصاري أنّه خلال الخمسين سنة المقبلة ستكون الطاقة البديلة منافساً قوياً للنفط، مع العلم أنّ حصّة النفط راهناً من الإنتاج العالمي للطاقة لا تتجاوز 70 في المئة.
قصد الشاب المصري لبنان أكثر من مرة في سبيل دراسة تنفيذ مشاريع طاقة شمسية، لا سيما في منطقة البقاع، نظراً لكون لبنان أرضاً خصبة لمشاريع من هذا النوع وبمقدوره الاستفادة من طاقته الشمسية.
كانت بدايات الأنصاري في مجال الاستكشاف. جال في مواقع عدة في أكثر من دولة، الى أن أوكلت إليه مهمة توسيع شركة «شل»ّ في دول آسيا الوسطى لمساعدتها على بدء أعمال التنقيب إثر تفكك الاتحاد السوفياتي. ومن ثم عمل في مجال تجارة النفط في بريطانيا من خلال العمل على توسيع أطر استخدام الغاز في الصناعات. وبين العامين 2000 و2004 توجه الى شمال اليابان في المحيط الهادئ، وتحديداً الى جزيرة سخالين الروسية حيث كانت شركة «شلّ» تستثمر منصتيّ غاز ونفط تتعدى قيمة كل استثمار أكثر من مليار دولار. وقد تولى حينها مسؤولية الإشراف على المنصتين لناحية أعمال التصميم والهندسة والبناء والتركيب.
وفي العام 2006 أسس شركة «ثلاثي المحيط للطاقة» التي تعتبر واحدة من أوائل الشركات العربية العاملة في مجال النفط، وتضمّ خبرات وكوادر عربية، حيث يؤكد أنّ العَالم العربي غنيّ بالطاقات المتخصصة في هذا المجال ولا بدّ من استثمارها.
منقول
اخوكم و محبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري
مدير بوابة الانصار العالمية