أخر المستجدات
الصحابي الجليل الحارث بن الصمة الانصاري رضي الله عنه

الصحابي الجليل الحارث بن الصمة الانصاري رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول

التفاصيلالحَارِثُ بن الصِّمَّة بن عَمْرو الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري:
وَهَّم ابن حجر مَنْ زَعَم أنه أبو جهيم مثلما قال مسلم في الكنى ومَن تبعه؛ والصّواب أن أبا جهيم وَلَدُهُ، ويكنى هو أبا سعد؛ وأمّه تُماضر بنت عمرو بن عامر، من قيس عيلان، وللحارث بن الصّمّة عقب بالمدينة وبغداد، وكان للحارث بن الصّمّة من الولد سعد؛ قُتِلَ يوم صفّين مع عليّ بن أبي طالب، رحمة الله عليه؛ وأمّه أمّ الحكم، وهي خَوْلة بنت عقبة بن رافع، من الأوس، وأبو الجُهيم بن الحارث؛ وقد صحب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عنه؛ وأمّه عُتَيْلَةُ بنت كعب بن قيس، وروى عبد الله بن مِكْنَف قال: خرج الحارث بن الصّمّة مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا كان بالرّوْحاء كُسر، فردّه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة وضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها(*). قال محمّد بن عمر: وشهد الحارث أُحُدًا وثبت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومئذٍ حين انكشف الناس وبايعه على الموت، وقَتَل عثمانَ بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، وأخذ سلبه درعًا ومغفرًا وسيفًا جيّدًا ولم نسمع بأحدٍ سُلب يومئذٍ غيره، فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: “الحمد لله الذي أحانه”، وقال الحارث بن الصمة: “سألني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم أحد، وهو في الشعب، فقال: “هَلْ رَأَيْتَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ”؟ فقلت: نعم، رأيته إلى جنب الجبيل، وعليه عسكر من المشركين، فهويت إليه لأمنعه، فرأيتك، فعدلت إليك، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “إِنَّ المَلَائِكَةَ تَمْنَعُهُ” ، قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى، فقلت: ظفرت يمينك؛ أكلَّ هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا، لأرطاة بن شرحبيل وهذان، فأنا قتلتهم، وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلت: صدق الله ورسوله(*)، وجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم أُحُد يقول: “ما فعل عمّي؟ ما فعل حمزة؟” فخرج الحارث بن الصّمّة في طلبه فأبطأ، فخرج عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وهو يرتجز ويقول‏:
يا ربّ إنّ الحارِثَ بنَ الصّمّهْ كــان رَفيقًـا وَبِنَـــا ذا ذِمّهْ
قدْ ضَـلّ في مَــهـامِـهٍ مُـهِمّــــهْ يَـلْـتَمِــسُ الجـنَّـةَ فيهـا ثَـمّـهْ
حتى انتهى عليّ بن أبي طالب إلى الحارث، فوجده، ووجد حمزة مقتولًا، فرجعا، فأخبرا النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم(*). وشهد الحارث أيضًا يوم بئر معونة، وكان هو وعمرو بن أمية في السرح، فرأيا الطير تعكف على منزلهم، فأتوا، فإذا أصحابهم مقتولون، فقال لعمرو: ما ترى؟ قال: أرى أن ألحق برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قُتِلَ فيه المنذر، وأقبل حتى لحق القوم، فقاتل حتى قتل يومئذ شهيدًا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة، وقال عبد اللّه بن أبي بكر: ما قتلوه حتى أشرعوا إليه الرماح فنظموه بها، حتى مات، وأسر عمرو بن أمية، ثم أطلق، وفي الحارث يقول الشاعر يوم بدر:
يَا رَبِّ إِنَّ الحَارِثَ بْنَ الصِّمَّةْ أَهْلُ وَفَـاءٍ صَادِقٍ وَذِمَّهْ
أَقْبَلَ
فِي
مَهَـامِهِ
مُلِمَّهْ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُدْلَهِمَّهْ
يَسُوقُ بِالنَّبِيِّ هَادِي الأُمَهْ يَلْتَمِسُ الجَنَّةَ فِيمَا ثَمَّهْ
وقيل: إنما قال هذه الآبيات علي بن أبي طالب يوم أحد.

اضف رد