أخر المستجدات
الصحابي الجليل النعيمان بن عمرو الانصاري رضي الله عنه

الصحابي الجليل النعيمان بن عمرو الانصاري رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن…

التفاصيلالنَّعْمَانُ، وقيل: النعيمان بن عَمْرو بن رِفَاعَةَ الأنصاريّ، وقيل: نعيمان بن رفاعة، من بني تميم بن مالك بن النجار. وقيل: شهد العقبة الأخيرة؛ وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها. قال الزُّبَيْرُ: كان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها، ثم جاء بها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: ها أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: “أو لم تهده لي؟” فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببتُ أن تأكله، فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه، وأخرج الزُّبَيْرُ قِصَّة البعير من طريق ربيعة بن عثمان؛ قال: دخل أعرابيّ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقال: “مَنْ فعل هذا؟” فقالوا: النعيمان، فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دارَ ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث هو؛ فقال: “مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟”قال: الذين دلُّوك عليّ يا رسول الله؛ هم الذين أمروني بذلك، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم غَرِمَها للأعرابي، وقال الزُّبَيْرُ أيضًا: حدثني عمّي عن جدّي؛ قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناسُ: المسجد! المسجد! فأخذ نُعيمان بن عمرو بيده وتنحى به ثم أجلسه في ناحية أخرى، فقال له: بل هاهنا، فصاح به الناسُ، فقال: ويحكم فمن أتى بي إلى هذا الموضع؟ قالوا: نعيمان، قال: أما إن لله عليّ إن ظفرتُ به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت، فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء الله؛ ثم أتاهُ يومًا وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان؟ قال: نعم، فأخذ بيده حتى أوقفه على عثمان، وكان إذا صلى لا يلتفت، فقال: دونكَ هذا نعيمان، فجمع يده بعصاه فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به: ضربْتَ أمير المؤمنين… فذكر بقيةَ القصة. وروي عن أُمّ سلمة أن أبا بكر خرج تاجرًا إلى بصْرى، ومعه نُعيمان، وسُويبط بن حَرْملة، وكلاهما بَدْرِي، وكان سُوَيبط على الزَّاد، فقال له نُعيمان: أطعمني، قال: حتى يجيء أبو بكر، وكان نعيمان مِضْحَاكًا مَزّاحًا، فذهب إلى ناس جلبوا ظَهْرًا، فقال: ابتاعوا مني غلامًا عَربيًّا فارِهًا، قالوا: نعم، قال: إنه ذُو لِسَان، ولعله يقول: أنا حُرّ، فإن كنتم تارِكيه لذلك فدعُوني لا تفسدوه عليّ، فقالوا: بل نبتاعه، فابتاعوه منه بعشر قلائص، فأقبلَ بها يسوقها، وقال: دونكم هو هذا، فقال سُويبط: هو كاذب، أنا رجل حرّ، قالوا: قد أخبرنا خَبرك، فطرحوا الحَبْل في رقبته، فذهبوا به؛ فجاء أبو بكر فأُخبر، فذهب هو وأصحابه إليهم فردّوا القلائصَ وأخذوه، ثم أخبروا النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بذلك؛ فضحك هو وأصحابه منها حَوْلًا. وتوفي رضي الله عنه أَيام معاوية.

اضف رد