أخر المستجدات
مسجد المستراح ( مسجد بني حارثة ) الذي استراح وصلى فيه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حين رجوعه من غزوة أحد

مسجد المستراح ( مسجد بني حارثة ) الذي استراح وصلى فيه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حين رجوعه من غزوة أحد

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

منقول من موقع طيبة نت

مسجد المستراح ( مسجد بني حارثة ) الذي استراح وصلى فيه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حين رجوعه من غزوة أحد

مسجد المستراح  مسجد بني حارثة  الذي استراح وصلى فيه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم حين رجوعه من غزوة أحد

يقع هذا المسجد في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي على بعد 2500 متر منه تقريباً وسمي بالمستراح لأن النبي صلى الله عليه وسلم جلس فيه للاستراحة أثناء رجوعه من غزوة أحد، كما يقال له مسجد بني حارثة لوقوعه في منازلهم.
وهو مسجد قديم بني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر مؤرخو المدينة القدماء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، ونظراً للأهمية التاريخية لهذا المسجد فقد تم تجديده وتوسعته على طراز حديث في عهد خادم الحرمين الشريفين، وبني على شكل مستطيل، تبلغ مساحته 491م2، وله قبة جميلة ومنارة لطيفة، وله ثلاثة مداخل من الشرق والغرب والشمال.

دليل مساجد المدينة المنورة
إعداد سعيد أحمد الدربي ومحمد عبد الرحمن أبو عزة ص: 23
نشر: مدير أوقاف المدينة المنورة 1399 هـ
——————————————-

مسجد المستراح
طريق سيد الشهداء وهو مبني بالمسلح من قبل الوزارة عام 1386هـ وجددته في عام 95، 1398هـ وقد بلغت تكاليف التجديد 29420 تسعة وعشرين ألفاً وأربعمائة وعشرين ريالاً.

المساجد الأثرية في المدينة النبوية
محمّد إلياس عبد الغني من ص 198- 208
مطابع الرشيد ط1/1418هـ
——————————————-

مسجد بني حارثة (مسجد المستراح)
أسماؤه
يقال له: مسجد بني حارثة لوقوعه في منازل بني حارثة من الأنصار، كما قال إِبراهيم العياشي عنه: وهذا المسجد هو الذي بطرف المستراح من ناحية الغرب، وبجانب المسجد من الغرب قلعة تركية (وقد أزيلت القلعة في سنة 1416هـ) ولعله الذي يعرف الآن بمسجد المستراح لما يقال: إِن النبي صلى الله عليه وسلم جلس فيه للاستراحة أثناء رجوعه من غزوة أحد.
موقعه:
يقع على يمين الخط النازل من سيد الشهداء وهو الجهة الشمالية من مسجد الشيخين على بعد نحو ثمانمائة متر.
وصفه:
نظراً للأهمية التاريخية التي يحتلها المسجد فقط تم توسعته وتجديد عمارته على طراز حديث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -.
وللمسجد قبة جميلة ومنارة لطيفة، ومدخل في كل من الجهة الشرقية والغربية والشمالية، وهو مكيف تكييفاً مركزياً، وفي الجهة الشمالية منه ملحق يحتوي على (12) أماكن للوضوء و (5) دورات للمياه.
وبناؤه مستطيل، فهو من الشرق إِلى الغرب (15.20 م) ومن القبلة إِلى الشام (32.30م) ومساحته (491م2).
مسجد بني حارثة عبر التاريخ:
كان هذا المسجد مبنياً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه بنو حارثة كما ورد ضمن أحاديث تحويل القبلة، حيث وصلهم الخبر وهم يصلون العصر فتحولوا إِلى الكعبة.
ذكره ابن شبه (المتوفى 262هـ) بعنوان مسجد بني حارثة ضمن المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكره الفيروزآبادي (المتوفى 817هـ) وأبو البقاء المكي (المتوفى 854هـ).
وقال السمهودي (المتوفى 911هـ): ومنها مسجد بني حارثة من الأوس وأفاد بأن منازلهم في سند الحرة التي بها الشيخان شامي بني عبد الأشهل.
وفي القرن الحادي عشر الهجري قال أحمد العباسي محدداً موقعه: ومسجد بني حارثة من الأوس، ودار بني حارثة بيثرب قرب أحد.
وتحدث عنه أبو سالم العياشي في رحلته سنة 1073هـ/1662م
وقال: وفي الطريق إِلى أحد عند آخر النخيل مسجد صغير محوط عليه بأحجار يقال: إِن النبي صلى الله عليه وسلم جلس فيه للاستراحة بعد الرجوع من أحد.
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري قال علي بن موسى الأفندي: ومن شاميه (أي الشيخين) على يمين الذاهب إِلى المدينة المنورة غربي الحرة الشرقية على قارعة الطريق مسجد على قطعة من الحرة غير مسقوف، ويعرف بمسجد المستراح.
وقال إبراهيم العياشي (المتوفي 1400 هـ) محدداً موقعه: يقع مسجد المستراح في شمال مسجد الشيخين بنحو أقل من نصف كيلو. وقال عن مسجد بني حارثة: وهذا المسجد هو الذي بطرف المستراح من ناحية الغرب وبجانب المسجد من الغرب قلعة تركية، وقد حضرته والبناء لا يزيد ارتفاعه عن متر تقريباً وقد أصلحته إدارة الأوقاف بالبناء المشاهد اليوم.
وقال الخياري (المتوفي 1380 هـ) تحت عنوان مسجد المستراح: أما الآن فإن هذا المسجد الأثري يقع على يسار طريق الأسفلت المؤدي إلى مزار سيدنا حمزة رضي الله عنه وجبل أحد العظيم، وهو مسجد صغير غير مسقف مرتفع من الأرض بحوالي نصف متر تقريباً، وبناؤه قديم مجصص.
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني حارثة:
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني حارثة كما روي عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني حارثة).
وعن الحارث بن سعيد (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني حارثة).
ذكر بني حارثة في القرآن الكريم:
لقد ورد ذكر بني حارثة في القرآن الكريم حيث قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: فينا نزلت: (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما…) قال: نحن الطائفتان: بنو حارثة وبنو سلمة، وما نحب، وقال سفيان مرة: وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله (والله وليهما).
وقال الله تعالى (… ويستأذن فريق منهم النبي….) قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم بنو حارثة.
قصة قتل عبد الله بن سهل من بني حارثة:
جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني حارثة في حادث قتل عبد الله بن سهل كما روي عن سهل بن أبي حثمة أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأخبر محيّصه أن عبد الله قتل وطرح في عين فأتى يهود، فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: ما قتلنا والله، ثم أقبل حتى قدم إلى قومه: فذكر لهم، فأقبل هو وأخوه حويِّصة – وهو أكبر منه – وعبد الرحمن بن سهل فذهب ليتكلم وهو الذي كان بخيبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمحيّصة: كبَر كبِّر. يريد السن، فتكلم حويّصة ثم تكلم محيّصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إما أن يدو صاحبكم وإما أن يؤذنوا بحرب، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم. فكتب: ما قتلناه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويّصة ومحيّصة وعبد الرحمن: أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم؟ قالوا: لا. قال: أفتحلف لكم يهود؟ قالوا: ليسوا بمسلمين، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار. قال سهل: فركضتني منها ناقة.
وقد روى الإمام مسلم هذه القصة عن رافع بن خديج وفيها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحوّيصة ومحيصة وعبد الرحمن بن سهل: أتحلفون خمسين يميناً فتستحقون صاحبكم (أو قاتلكم)؟ فقالوا: كيف نحلف ولم نشهد؟ قال: فتبرئكم يهود بخمسين يميناً، قالوا: وكيف نقبل أيمان قوم كفّار؟ فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى عقله).
وقد أشار الطبري إلى هذه القصة قائلاً: لما فتح الله خيبر جاء أهل فدك يصالحون مع النبي صلى الله عليه وسلم على النصف من فدك، وتم ذلك. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم عبد الله بن رواحة خارصاً بين المسلمين واليهود، وكان جبار بن صخر بن خنساء أخو بني سلمة يخرص عليهم بعد استشهاد عبد الله بن رواحة (سنة 8 للهجرة) حتى عدوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن سهل أخي بني حارثة، فقتلوه فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه.
وصول خبر تحويل القبلة لنبي حارثة:
لما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بشأن تحويل القبلة – وهو يصلي الظهر في مسجد بني سلمة – صلى معه ناس من أصحابه، ثم خرج رجل منهم ومر على بني حارثة وهم يصلون العصر، فأخبرهم بتحويل القبلة فتحولوا وفيما يلي تفصيل ذلك:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر- أو سبعة عشر – شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله ‌(قد نرى تقلب وجهك في السماء) فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس – وهم اليهود -: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط المستقيم. فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة).
قال الحافظ ابن حجر: إن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة وهو بنو حارثة وذلك في حديث البراء، والآتي إليهم بذلك عباد بن بشر أو ابن نهيك.
وعن تويلة بنت أسلم وهي من المبايعات قالت: (إنا لبمقامنا نصلي في بني حارثة فقال عباد بن بشر قيظي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام والكعبة فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة). قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
وعن تويلة بنت مسلم قالت: صلينا الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء، فصلينا ركعتين، ثم جاءنا من يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام، فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلوا البيت الحرام، فحدثني رجل من بني حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أولئك رجال آمنوا بالغيب). قال الهيثمي: رواه الطبري في الكبير وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف متروك.
موقع منازل بني حارثة وأهميته الاستراتيجية:
كانت منازل بني حارثة في جانب الحرة الشرقية المحاذي لوادي الشظاة، وموقعها الآن قريب من شارع سيدنا حمزة رضي الله عنه مما يلي مسجد المستراح غربي مسجد الشيخين. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن منازل بني حارثة داخلة في حدود حرم المدينة.
وقد كان لهذا الموقع أهمية استراتيجية للدفاع عن المدينة المنورة إذ كان نقطة بداية الخندق الذي تم حفره استعداداً لغزوة الأحزاب، ثم لما وجّه يزيد بن معاوية جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة إلى المدينة المنورة دخلها من جهة منازل بني حارثة، مما يدل على أهمية هذا الموقع، وفيما يلي بعض الروايات التي تدل على ذلك:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم بني حارثة فقال: أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم، ثم التفت فقال: بل أنتم فيه).
قال الحافظ ابن حجر: كان بنو حارثة في الجاهلية وبنو عبد الأشهل في دار واحدة، ثم وقعت بينهم الحرب، فانهزمت بنو حارثة إلى خيبر فسكنوها ثم اصطلحوا، فرجع بنو حارثة فلم ينزلوا في دار بني عبد الأشهل وسكنوا في دارهم هذه وهي غربي مشهد حمزة.
وعن عمرو بن عوف المزني (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من أجمة الشيخين طرف بني حارثة عام حزب الأحزاب حتى بلغ المداحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً).
وأفاد السمهودي أن الجيش الذي وجهه يزيد بن معاوية بقيادة مسلم بن عقبة عسكر بالجرف ولم يجد مدخلاً للمدينة حيث تحصن أهل المدينة بإعادة حفر الخندق، ففتح بنو حارثة طريقاً، فدخل جيش مسلم بن عقبة من قبلهم فحدث ما حدث من وقعة الحرة.
وقال السمهودي: إن بني حارثة تحولوا قبل الإسلام من دار بني عبد الأشهل إلى دراهم في سند الحرة التي بها الشيخان شامي بني عبد الأشهل.
وقال إبراهيم العياشي مبيناً مبدأ الخندق وبه يظهر موقع بني حارثة في هذه المنطقة: من هذه الثنية (الشيخين) من جهتها الغربية حيث تنتهي الحرة، بدأ خط الخندق طرف بني حارثة التي عند القلعة التي تتوسط طريق الشهداء حتى تنتهي إلى المذاد من طرف بني سلمة.
وقال حمد الجاسر في تعليقه على كلام المجد: إن منازل بني حارثة كانت شامي بني عبد الأشهل بالحرة الشرقية عند الشيخين وفي ناحيتهما.
وقال الشنقيطي (المتوفى 1409 هـ) وفي جانب الحرة الشرقية المحاذي لوادي الشظاة تقع منازل بني حارثة حتى أجمة الشيخين التي تنتهي اليوم عند المسجد المعروف بالمستراح.

الاحداثيات
N 24 29.515
E 39 36.594


إعداد وتوثيق

طيبة نت

اضف رد