أخر المستجدات
المهندس رضوان الريشكو الانصاري حفيد السلطان ابى عبدالله ابن الاحمر

المهندس رضوان الريشكو الانصاري حفيد السلطان ابى عبدالله ابن الاحمر

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

غداة سقوط غرناطة عام 1492 نزحت الانصار وغيرها قبائل وعشائرا وعوائل واسر وحتى افراد ومعهم ما تبقى من مجدنا التليد الى كل من فاس وتطوان وشفشاون والصحراء والساحل وباقي دول المغرب العربي ومنهم من عاد ادراجه الى مصر والاردن وباقي الدول فكانت الهجرة البشرية الثالثة بعد الفتح الاسلامي والتغريبة الهلالية لتلك الدول فاصبحت فيها قبائل انصارية لها شان كبير ودور اساسي فيها بدا من نشر العلوم بانواعها بل انهم نقلوا معهم كل المقومات الحضارية الى مناطقهم الجديدة وخصوصا في مدن الشمال والمدن التي عرفت بعد ذلك تطورا ملحوظا في سائر المجالات وبالتالي فالهجرة وان كانت نتيجة انهيار دولة الاسلام وقتئد الا انها اسهمت بشكل ايجابي كما اشرنا انفا الى خلق تلاقح حضاري وفكري وامتداد ثقافي واثني غير من ملامح المنطقة ككل وفي مختلف المستويات وعلى كافة الاصعدة اجمالا الموضوع فيه الشئ الكثير وندعوا للمختصين والمؤرخين ان يدلو دولهم في الموضوع

الا انني ساعود الى تاريخ 02 يناير سنة 1989واتوقف لحظات والموقف التاريخي لابن عمنا الاستاذ المهندس رضوان الريشكو الانصاري التونسي واحد احفاد اخر ملوك غرناطة

حاملا علم الاندلس فوق برج قصر الحمراء قصره اجداد بنوالاحمر الخزرج الانصار

ساترك كاتب المقال يخوان إنريكي غوميز Juan Enrique Gomez من جريدة إديالإس Ideal.es الغرناطية, عدد 3 يناير 1989م لسرد الحدث

المقال منقول ومن ترجمة أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي اليكم المقال

عادت أبراج الحمراء و قصورها لتعيش ذكرى زمن مضى فهاهو علم الأندلس يرفرف فوق برج الحراسة Torre de la Vela بل هاهو رضوان الريشكو (1) سليل آخر ملك لغرناطة يستحوذ, في مظهر رمزي, على قلعة أجداده لقد تحول بالأمس الرثاء الكلاسيكي المسلم بفقد غرناطة إلى صيحة للإسلام صدرت من شفاه قادة الجماعة الإسلامية بالأندلس بينما كانت, في المدينة نفسها, راية قشتالة ترفرف إنها بهجة و انتحاب ثقافتين ألفيتين

في شهر دجنبر الماضي أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي لوسائل الإعلام الدولية أن العالم العربي لم ينس الأندلس. كلمات الزعيم دفعت لتسليط الضوء على احتمال استردادها لقد تبنى القذافي مطالب عدة جماعات لأشخاص ينتمون إلى طوائف إسلامية و يقطنون بالتراب الإسباني, و هم نصارى تحوّلوا إلى الإسلام و جعلوا إحدى غاياتهم تكوين ”جمهورية إسلامية بالأندلس” في هذا الإطار, أعلن زعيم الجماعة الإسلامية بالأندلس عبد الرحمان مدينة –و كان يدعى قبل إسلامه أنطونيو مدينةAntonio Medina – أن الوقت قد حان للعودة للحمراء و استرجاع, و لو رمزيا, هذه المعلمة التي كانت قبل خمسة قرون تقريبا مركز الثقافة الإسلامية

بينما كانت ”غرناطة الرسمية” تحتفل في ساحة الكرمن Carmen بعيد الاستيلاء على المدينة, و دخول الملكين الكاثوليكيين لغرناطة و استرجاع (2) النصرانية لكامل التراب الإسباني, كان أحد أحفاد أبو عبد الله, آخر ملك لغرناطة, يدخل لأول مرّة من أبواب القلعة منذ أن بكى سلفه فقدان مملكته. وسط السياح و المُهتمّين, تجاوز رضوان ريشكو, الذي يُرجِع نسبه لأبي عبد الله و بالتحديد للجيل الثالث عشر, باب الشريعة Puerta de la Justicia دخل لوحده حاملا العلم الأندلسي, و خلفه جمع من الناس ينتمون للجماعة الإسلامية و أتباع جماعات تحررية أندلسية, و كأني بهم حاشية لولي عهد لا مملكة له في اتجاهه لمشاهدة غرناطة من أعلى نقطة في القلعة و هي برج الحراسة, قال :”دخول الحمراء كان أحد أكثر اللحظات إثارة في حياتي”

ملك بين السيّاح

ظل السياح ينظرون إلى الموكب باستغراب, لا يعلمون ما الذي يمكن أن يحدث في هذه الصبيحة, صبيحة الثاني من يناير(3) إنهم في الحقيقة شهود على زيارة تاريخية استثنائية طلب حراس الحمراء من الريشكو و أتباعه بطاقة الدخول, آه يا زمن, كم تبدلت الأحوال و قد علّق الريشكو قائلا:”يجب احترام قوانين هذا الصرح” داخل شرفات القصبة استُعرضت الأعلام و وُضعت في مكان قال عنه عبد الرحمان مدينة ”انتزعوه منّا في أحد الأيام”

في برج الحراسة, و وسط حشد عظيم من الناس كانوا في زيارة للمعلمة, و آخرون التحقوا بالأندلسيين و غيرهم كثير جاؤوا لقرع جرس برج الحراسة و إحياء تقليد يَعِدُ قارع الجرس يوم الثاني من يناير بالزواج السعيد, وسط هؤلاء جميعا حمل عبد الرحمان مدينة علم الأندلس فوق مدينة غرناطة, و رفرفه مرات عديدة فوق الشرفة كما كان الحال قبل خمسمائة سنة بعد ذلك تسلّم رضوان الريشكو العلم و اتجه به نحو المدينة فسُمعت تصفيقات صدرت على استحياء من أشخاص تجمّعوا في برج الحراسة لم تتوقف أجراس البرج عن الرنين, و رغم عدم ارتباطها بتجمّع المسلمين فإنها أضفت جوا من المهابة على المناسبة التي كانت لسنوات خلت تجري في غياب سليل مباشر ”لملك غرناطة المسلم”

قال الريشكو :”أنا هنا لأننا نحن الأندلسيون نحب أصولنا من المهم جدا بالنسبة لي استذكار ما قام به أجدادي و وطأ هذه الأرض و هذه الحجارة دون أن يكون ذلك بدافع الشجار أو القتال” ”حفيد” أبي عبد الله أكّد أنه لا يبحث عن ”الاسترداد”, و قال :”لا أتحدث عن تحرير الأندلس حتى يمكنني الحضور هنا, فالقانون و الدستور الإسباني يجيزان لي القدوم و أن أكون أندلسيا. زيارتي هي صلة رحم بالإخوان الأندلسيين و حتى يعلموا أن هناك أندلسيين خارج الأندلس, بشمال إفريقيا, أمريكا الجنوبية و أصقاع أخرى. فنحن جميعا جذورنا بالأندلس”. حسب رضوان الريشكو, لازال جميع هؤلاء الأندلسيين أوفياء لما كانت عليه هذه الأرض قبل 500 سنة

بعد هذا التجمع ببرج الحراسة و الذي تزامن مع الاحتفال الرسمي بدخول غرناطة ب”الكنيسة الملكية” Capilla Real و ساحة البلدية, جال الموكب الإسلامي قصر الحمراء و تزاحموا مع السياح من أجل الولوج للمنزل الملكي  Casa Real هناك مكث رضوان الريشكو و أتباعه ينظرون لباحة الريان و وضعوا علمهم أمام نافورة الأسود بعد ذلك أخذت الزيارة طابعا خاصا, فأعلنت الجماعة الإسلامية اختتام مراسيم فقدان غرناطة

ثقافات تلتقي مرّة أخرى

لم يستسغ عبد الرحمان مدينة الجدل الدائر حول المراسيم التي نُظِّمت, و أكّد أنه لا صلة بينها و بين الأحداث التي وقعت أيام قبل ذلك بألمرية, كما لم يجد سببا للتواجد الأمني الضخم خلال الاحتفالات الرسمية بدخول غرناطة. قال عبد الرحمان :”لم نأت إلى هنا بهدف القتال و إنما كرمز للقاء مرّة أخرى و كان رفع العلم فوق برج الحراسة هو اللقاء” لكن بالرغم من هذه الفكرة, فإن المنظمة الإسلامية التي يتزعمها مدينة تهدف, باعترافه هو نفسه, لإعادة بناء الهوية الأندلسية, ”فالدولة الإسبانية و الكنيسة لم تدخلا لغرناطة مُقنِعين و إنما غالبين و هذا مخالف جدا للنهج الذي نتبناه المعتمد على إقناع الناس بالإسلام”, كما أكّد عبد الرحمان مدينة أن مجرد تطبيق بنود غرناطة كان كافيا لاستمرار تواجد الأندلسيين على هذه الأرض, بالمقابل لم ينف اهتمامهم باسترداد الأندلس ”فالإسلام خير لكل الشعوب, لهذا و عبر جذور الإسلام هنا يأتي اهتمامنا بالأندلس”, و ليس الأندلس التي رُسِمت حدودها الجغرافية اليوم و إنما كما كانت فترةَ ”الاسترداد”, حيث أكّد مدينة :”تتشكل الأندلس من الجماعة الطبيعية و الإدارية الحالية ل”الجماعة الأندلسية ذات الحكم الذاتي” إضافة لأقاليم بطليوس Badajoz, مرسية, وادي الكدية إلى بويرتويانو, جبال الكرز Sierra de Alcarazو أراضي أوريولا Orihuela, مناطق نبعت منها حياة الأندلس منذ غابر الزمن”زعماء الجماعة الإسلامية بالأندلس – و تسمى أيضا ”التحرير الأندلسي” Liberacion Andaluza- ردوا على الاتهامات التي ترى مقاصدهم سياسية و قالوا : ” التحرير الأندلسي ليس حزبا سياسيا لأن ببساطة مشروعه ليس برنامجا سياسيا المشروع هو تطلعٌ انطلاقا من الإسلام لهذا ندعو إلى جمهورية إسلامية نستطيع العيش فيها و تنظيم أنفسنا و التمتع بحرية و تسامح كاملين”

تأكيده أنه سليل آخر ملك لغرناطة

إعلان زيارة رضوان الريشكو للحمراء أثار الجدل حول حقيقة نسبه للملك أبي عبد الله. بعض الدوائر نفت أن يكون هذا الشاب التونسي المهندس ذو الثمانية و العشرين ربيعا سليلا لآخر مملكة مسلمة بغرناطة لكن الريشكو أكد أن هذا ليس صحيحا و أنه يحوز أدلة تؤكد نسبه, و قال:”أنا هنا لأنني حفيد من الجيل الثالث عشر لأبي عبد اللهBoabdil ”. و أشار إلى أن المؤرخين الكاثوليك توقفوا عن تتبع حياة أبي عبد الله, و هذا ما يفسر وجود فترات مخفية من تاريخ أجداده, ”لهذا السبب لا توجد وثائق تبرز من هم أولاده الذين رحلوا في اتجاه شمال إفريقيا” لكن بالنسبة لرشيكو هناك دلائل أخرى لا تمر عبر المؤرخين النصارى ك: ”الذاكرة الجماعية لعائلتي و لبلدتي مهمة للغاية. فعمود قرابة الرحم انتقل بموازاة التاريخ و تناقلت عائلتي ولدا عن والد أن أجدادنا كانوا ملوك الأندلس”

بالرغم من ذلك لم يبدوا على الريشكو اهتمام كبير بهذا الجدل, فالمهم بالنسبة له أن بلدته تعرف من هي عائلته التي استقرت بتونس و شيدوا بلدات استقر بها المطرودون من مملكة غرناطة: ”لسنا في حاجة للوثائق, فالمسالة بالنسبة لي إحساس”

التعليق على الصور:

العلوية: ”الجماعة الإسلامية بالأندلس طالبت باسترجاع رموز الهوية الأندلسية مع دخول رضوان الريشكو السليل المفترض للملك أبي عبد الله للحمراء”

السفلية: ”كان على رضوان الريشكو دفع ثمن التذكرة للدخول للحمراء أين رفع العلم الأندلسي و أدلى بتصريحات لصالح تفسير آخر للتاريخ الأندلسي

الهوامش:

(1ريشكو بالقشتالية تعني ”الملك الصغير” Rey Chico, في إشارة للملك أبي عبد الله رحمه الله

2) مع التحفظ

مع تحيات اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري

اضف رد