أخر المستجدات
الشيخ ياسين بن إسماعيل بن إبراهيم آل رافع الأنصاري

الشيخ ياسين بن إسماعيل بن إبراهيم آل رافع الأنصاري

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

الملا ياسين بن إسماعيل بن إبراهيم آل رافع الأنصاري:
عميد أسرة الأنصاري منذ منتصف القرن الماضي وأطلق على الجماعة المعروفة؛
بعائلةالأنصاري، ولد بتاريخ 27/5/ 1904 م 12ربيع الأول 1322هـ .ومنذ نعومة أضفاره فرغ نفسه تفرغا كاملا لتحصيل العلم في الكتاب والسنة, واستطاع بحنكته أن يجمع أفراد العائلة، وأبناء العمومة وسائر الجماعة،ويوليهم الرعاية ويكون لهم الأب والأخ ، وكان الجميع برعايته يدا واحدة تعمل بإخلاص وتفانٍ في مهنة السفر من بلد لآخر مع بعضهم البعض, وأقام الملا ياسين ديوانا يجمع العائلة فقد كان يتواجد فيه صباحا ومساءً وتفرغه للدعوة لإلقاء دروس الوعظ والتباحث في كل ما يهم أمر الدين كما كان يجتمع مع أفراد العائلة في شهر رمضان المبارك للإفطار، ودروس الدين وصلاة التراويح، وكان يقول عندما يذكر حد يثا رواه الصحابي رافع بن خديج الأنصاري يقول: هذا هو جدكم.

وكان يقصد مجلسه الكثير من رجالات الجزيرة وأعيانها خاصة الخطباء وأئمة المساجد , و يزوره أمير الجزيرة في ذلك الوقتـ المرحوم بإذن الله تعالى ـ أحمد الخلف، وبمعيته بعض الزوار من أمراء آل صباح الكرام ،الذين كانوا يزورون الجزيرة بين وقت وآخر، وكان من أبرز ضيوف الديوان ـالمرحوم بإذن الله تعالى ـ صاحب السمو الشيخ أحمد الجابر الصباح، والمرحوم بإذن الله صاحب السمو الشيخ عبد الله السالم الصباح، والشيخ عبدالله الخليفة الصباح ـرحمهم الله جميعا ـ،هذا.. وكان الملا ياسين قد تلقى علومه الدينية على يد بعض علماءالعائلة, وكما تلقى العلم على يد عديد من العلماء في قطر والأحساء والكوفة وعمان،ومن أشهر العلماء الذين صاحبهم الشيخ العلامة أحمد بن حجر آل بوطامي قاضي القضاةبدولة قطر آنذاك، ودرس علم التوحيد والفقه والعقيدة وعلم المواريث وخاصة أثناءسفراته للحج، والتي بلغت حوالي 25 حجة وبعضها كان على ظهور الجمال.
وكان الأطفال يرددون ويتغنون بمجلس الملا ياسين ـ رحمه الله ـ لكرمه، بقولهم:

مجلسك يا أبوطه دايم الهاون يرن :::: من حلف بالمقهوي ما يذوق المنام
هذا وقدأشار لمجلس الملا ياسين أحد الأجانب الذين مروا بالجزيرة أوائل الخمسينيات الرحالة الانخليزي بيتر لينهارد (1)،وأقام بها فترة من الزمن وكان يحضر مجلس الملا ياسين بين فترة وأخرى، وهذا نص ماقاله : ( لقد ذكرت بأن المعلم الديني الذي كنت أحضر دروسه لم يكن يعتاش على دينه،كان رجلا ميسور الحال مقارنة بظروف فيلكا المتواضعة، إنه كان واحدًا من بين أخوين،وأبناء عمومة لهم يمتلكون فيما بينهم أبوام عابرين المحيطات، وكانت ترسو علىالشاطئ، لقد ربط الأخوة حياتهم معا، وأعطى الشيوخ إذن لأجدادهم وآبائهم بالاستقراربالكويت وبانتقالهم من موطن إلى آخر بأقوامهم, لم يجلب الأخوة بحارتهم معهم فقط، بل كل أَسر البحارة أيضا في ما يصل إلى أربعين عائلة صغيرة، وهذا ما جعل أصحاب السفن جماعة لقد كانت الأبوام تقوم برحلات من وقت إلى آخر كان جماعتهم يقومون بأعمال بديلة ولكن مهما كان العمل فإنهم أدبيا، وإداريا كانوا مرتبطين بهم ولو وقع أحد في مشكلة أو كان له عمل مع أحد الشيوخ أو حتى إذا كان في حاجة إلى مال أو نصيحة كان يتوقع منهم أن يرجع إلى الأخوة لطلب النصيحة هذه الجماعة كانت جماعة مترابطة مع بعضهم البعض هذه الجماعة كانت جماعة محلية ضمن الجماعات المحلية (انتهت المقالة).
وكان ـ المرحوم بإذن الله تعالى ـ يواظب على حضور مجلس ابن عمه الملا محمد بن عبد الله الأنصاري والذي كانت له مكتبة تضم الكثير من مخطوطات العائلة وكان المرحوم الملا ياسين ذو شخصية قوية في الحق ومن أهم سماته الورع والزهد، والحرص على تعليم العائلة وغيرهم، أمور دينهم والالتزام بشرع الله، حتى أصبح الالتزام بشرع الله وتعاليم الدين، صفة سائدة في أفراد هذه العائلة ليومنا هذا .

وفى نهاية عام1965مانتقلت أكثر عائلات الأنصاري من فيلكا إلى الكويت، وسكنوا بمنطقة أبرق خيطان،وكانوا ملتفين حول الملا ياسين وأخيه الحاج عبدالكريم، حيث لم يتخلوا عنهم بعدتحسن الأوضاع المعيشية, فاختاروا منطقة أبرق خيطان سكنا يضم معظم العائلة، وساعدوهم باختيار السكن المناسب متجاورين لبعضهم بعضا بحي أطلق عليه( فريج الأنصاري) بخيطان،وأنشئوا لهم ديوانا يلتقون به في المناسبات والأعياد، كما عين المرحوم بإذن الله الملاياسين واعظا ومرشدا دينيا وإماما لمسجد عيسى العثمان الواقع بقطعه 11بمنطقة أبرق خيطان، وظل إماما في هذا المسجد إلى أن انتقل إلى رحمة ربهبتاريخ17-2-1978م 10 ربيع الأول 1398هـ .وقد كرم من قبل جمعية المعلمين الكويتية بتاريخ 3/10/ 2005 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح ـ حفظه الله ـنظرا لمساهمته في تدريس القران الكريم والعلوم الدينية المختلفة في الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن العشرين.
( 1 ) انظر، كتاب بيترلينهارد ت، (اتجاهات تائهة : مجتمع متغير :الكويت في الخمسينات، والمؤلف الرحالةبريطاني الجنسية.

مع تحيات اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري

اضف رد