أخر المستجدات
قصر الحمراء التحفة المعمارية بمملكة غرناطة الانصارية

قصر الحمراء التحفة المعمارية بمملكة غرناطة الانصارية

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

قصر الحمراء مملكة غرناطة

قصر الحمراء هو قصر أثري وحصن شيده الملك المسلم أبو عبد الله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر الساعدي الخزرجي الانصاري  بين 1238-1273 في مملكة غرناطة خلال النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي وهو من أهم المعالم السياحية بأسبانيا ويقع على بعد 267 ميلاً (430 كيلومتر) جنوب مدريد تعود بداية تشييد قصر الحمراء إلى القرن الرابع الهجري، الموافق للقرن العاشر الميلادي، وترجع بعض أجزائه إلى القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي

من سمات العمارة الإسلامية الواضحة في أبنية القصر؛ استخدام العناصر الزخرفية الرقيقة في تنظيمات هندسية كزخارف السجاد، وكتابة الآيات القرآنية والأدعية، بل حتى بعض المدائح والأوصاف من نظم الشعراء كابن زمرك، وتحيط بها زخارف من الجص الملون الذي يكسو الجدران، وبلاطات القيشاني الملون ذات النقوش الهندسية، التي تغطي الأجزاء السفلى من الجدران

تاريخه[عدل]

 

ولا غالب إلا الله أحد أشهر النقوش داخل الحمراء

بداية لم يكن قصر الحمراء سوى جزء من مدينة الحمراء أو “قصبة الحمراء” التي تشمل قصر الحاكم والقلعة التي تحميه وكانت مباني دور الوزراء والحاشية تنمو مع الوقت حتى غدت قاعدة ملكية حصينة

لما دخل القائد العربي أبو عبد الله محمد الأول غرناطة و المعروف أيضا بأسم محمد بن نصر و الملقب بالأحمر, نسبة للون لحيته الحمراء حكم غرناطة، بعد سقوط الدولة الموحدية،رحب به الشعب بهتافات :مرحبا بك يا أيها المنتصر, و الذي أجاب : لا غالب اليوم إلا الله , و هذا هو الشعار المكتوب في جميع انحاء الحمراء[1]

أنشأ سوراً منيعاً حول الهضبة التي قامت عليها “قلعة الحمراء”، وبنى داخل هذا السور قصراً أو مركز حكومته، وسميت القلعة “القصبة الحمراء”، وصار قصر الحمراء جزءاً منها، وغدت معقل غرناطة الهام

في أواخر القرن السابع الهجري، أنشأ محمد بن محمد بن الأحمر الغالب بالله ـ ثاني سلاطين غرناطة ـ مباني الحصن الجديد والقصر الملكي، ثم أنشأ ولده (محمد) في جوار القصر مسجداً قامت محلّه فيما بعد (كنيسة سانتاماريا

 

“النقوش على أحد الجدران”

تم الانتهاء من بنائة قبالة نهاية حكم المسلمين في الأندلس على يد يوسف الأول (1333-1353)م (733-754) هجري ومحمد الخامس سلطان غرناطة (1353-1391) ميلادي (754-792) هجري مع انقطاع بين سنتي 760 و763 خُلع خلالهما عن الحكم، ثم عاد إليه مجدداً ليبدأ في المرحلة الثانية من حكمه أهم التطويرات، ويكتب أغلب الأشعار التي يزدان بها القصر

عمارته وأقسامه[عدل]

 

قصر جنة العريف بالحمراء، غرناطة، إسبانيا (باحة الساقية)

 

قصر الحمراء من أعلى أحد الابراج بالحمراء

فناء الريحان الكبير:تتقدمه ساحة البركة أو “فناء الريحان” الكبير المستطيل الشكل، تتوسطه بركة المياه وتظللها أشجار الريحان؛ ونقشت في زوايا فناء الريحان عبارة (النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين) والآية الكريمة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، وفي النهاية الجنوبية لهذا البهو باب عربي ضخم، هدمت المباني التي كانت وراءه، ولم يبق منها سوى أطلال وتوجد في هذه الأطلال بعض النقوش مثل “لاغالب إلا الله” “عزّ لمولانا السلطان أبي عبد الله الغني بالله” ويؤدي باب فناء الريحان الشمالي إلى بهو صغير اسمه “بهو البركة”

بهو السفراء: يؤدي البهو الذي يلي فناء الريحان من الجهة الشمالية إلى بهو السفراء (أو بهو قمارش) الذي يعد أضخم أبهاء الحمراء سعةً، ويبلغ ارتفاع قبته 23م ولهذا البهو شكل مستطيل أبعاده (18 × 11م) وفيه كان يعقد “مجلس العرش”، ويعلوه “برج قمارش” المستطيل

فناء السّرو: يؤدي بهو البركة من جهة اليمين إلى (باحة السرو) وإلى جانبها الحمامات الملكية، وأول ما يلفت النظر غرفة فسيحة زخارفها متعددة الألوان مع بروز اللون الذهبي ثم الأزرق والأخضر والأحمر وفي وسطها نافورة ماء صغيرة، وتعرف باسم غرفة الانتظار أما الحمامات فتغمرها الأنوار الداخلة عبر كوات بشكل ثريات وأرضها مرصوفة بالرخام الأبيض، ومن الحمام يتم الدخول إلى غرفة الامتشاط والاستراحة التي تكثر فيها الرسوم الغريبة عن الفن الإسلامي، ويتخلل الحمامات أبهاء صغيرة

قاعة الأختين: تقع في شرق بهو البركة عُرفت هذه القاعة بهذا الاسم لأن أرضها تحتوي على قطعتين من الرخام متساويتين وضخمتين

 

رواق بهو الأسود

 

بهو الأسود أشهر أجنحة قصر الحمراء

بهو الأسود: تؤدي قاعة الأختين من بابها الجنوبي إلى بهو الأسود أشهر أجنحة قصر الحمراء قام بإنشاء هذا الجناح السلطان محمد الغني بالله 755 هـ / 1354م ـ 793 هـ / 1391م وهو بهو مستطيل الشكل أبعاده (35م × 20م) تحيط به من الجهات الأربع أروقة ذات عقود يحملها /124/ عموداً من الرخام الأبيض صغيرة الحجم وعليها أربع قباب مضلّعة في وسط البهو (نافورة الأسود)، على حوضها المرمري المستدير اثنا عشر أسداً من الرخام، تخرج المياه من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل

تعطلت مخارج المياه في هذه البركة حين حاول الأسبان التعرف على سر انتظام تدفق المياه بالشكل الزمني الذي كانت عليه من الجدير بالذكر أن الحضارة الإسلامية استخدمت الفوارات في زخرفة الحدائق العامة والخاصة، وقد وصلت براعة المهندسين المسلمين في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي حداً كبيراً في صنع أشكال مختلفة من الفوارات يفور منها الماء كهيئة السوسنة، ويتم تغييرها حسب الحاجة ليفور الماء كهيئة الترس وفي أوقات زمنية محددة، وتمثل فوارات قصر الحمراء وجنة العريف نموذجاً متطوراً لما وصلت إليه إبداعات المسلمين في ذلك الوقت

 

قصر الحمراء ليلًا من منظرة سان نيكولاس.

قاعة بني سراج: منتصف الناحية الجنوبية من بهو الأسود مدخل قاعة بني سراج Sala de Los) (Abencerrajes الغرناطيين ولهذه القاعة شكل مستطيل أبعاده (12م × 8م) فرشت أرضها بالرخام وتعلوها قبة عالية في جوانبها نوافذ يدخل منها النور وفي وسط القاعة حوض نافورة مستديرة من الرخام

قاعة الملوك (أو قاعة العدل): في جهة شرق بهو الأسود مدخل قاعة الملوك Sala de Los Reyes زين سقف الحنية الوسطى بصور عشرة من ملوك غرناطة تعلوهم العمائم، تعبر ملامحهم عن الوقار والكبرياء أولهم محمد الغني بالله وآخرهم السلطان أبو الحسن والد أبي عبد الله وهناك صور فرسان ومشاهد صيد

منظرة اللندراخا: في جهة شمال بهو الأسود وقاعة الأختين بهو منظرة اللندراخا Mirador de Lindarata وذهب بعضهم في تفسير هذا اللفظ بأنه محّرف لثلاث كلمات عربية (عين دار عائشة) والجدير بالذكر أن عائشة كانت إحدى ملكات غرناطة في القرن الرابع عشر الميلادي وإن لفظ (عين) يفيد (نافذة) وتتألف هذه القاعة من بهو صغير مضلّع

متزين الملكة Peinador de La Reina: جناح علوي صغير في نهاية الطرف الشمالي للحمراء تحت (برج المتزين) Torre de Peinador الذي يعود إلى عهد السلطان يوسف أبي الحجاج

 

قصر البارتال بالحمراء، غرناطة، إسبانيا

الجدير بالذكر أن الجناح المجاور لساحة الإمبراطور شارلكان من جهة الجنوب يحمل لوحة رخامية تذكارية تذكر أنه كان مقاماً للكاتب الأمريكي واشنطن إيرفينج عام 1829 الذي اشتهر بكتابته فتح غرناطة وقصر الحمراء

الزاوية والروضة: وهناك منطقة مهجورة من القصر في جهة الغرب كانت زاوية أو مصلّى فيها ميضأة وقاعدة مأذنة وكانت خرائب الروضة مدفناً لملوك بني نصر ملوك غرناطة في جهة جنوب باحة السباع وعثر في الروضة على شواهد عدة لقبور تعود لملوك غرناطة

اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري

اضف رد