أخر المستجدات
الشابة لبنى الأنصاري تُحرز جائزة مارتن لوثر كينج للتعايش السلمي ( السعودية)

الشابة لبنى الأنصاري تُحرز جائزة مارتن لوثر كينج للتعايش السلمي ( السعودية)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

شابة سعودية تكافح في أميركا من أجل «التعايش السلمي»

لبنى الأنصاري: لا أحاول أن أقنع الطرف الآخر لكنني أسعى لتوسيع فكره فقط

الدمام: إيمان الخطاف
رغم أن عمرها لا يتجاوز الـ20 عاما، فإن الطالبة السعودية لبنى جاسم الأنصاري، المبتعثة للدراسة في الولايات المتحدة، حصلت على جائزة «مارتن لوثر كينغ العالمية للتعايش السلمي»، أواخر الشهر الماضي، وهي تعد من أرقى الجوائز في الوسط الجامعي الأميركي، وذلك تقديرا لجهودها في إطار العمل على نشر ثقافة التعرف على الحضارات والتعايش السلمي معها.تقول الأنصاري، التي تدرس الهندسة الكيميائية في جامعة «ألاباما» بولاية تينيسي، عن جهودها في هذا المجال في مكالمة هاتفية معها: «نحن نحاول أن نُعلم الناس عن مختلف البلدان ومختلف الحضارات، وتثقيفهم بهذا الجانب. والدافع الرئيسي الذي جعلني أتوجه لذلك هو ما لاحظته من كون العديد من الأميركيين يحملون أفكارا غير صحيحة عن الشرق الأوسط عموما، وعن المجتمع السعودي بشكل خاص».وتوضح الأنصاري أن تكريسها الاهتمام بهذا الشأن بدأ منذ نحو عامين ونصف، أي في سنتها الجامعية الثانية: «أصبحت مسؤولة عن برنامج يشترك مع جامعات ثانوية في ولاية ألاباما، بحيث نعمل على تعليم مختلف الناس الثقافات الأخرى وتعريفهم بمختلف البلدان والحضارات».

وعن أكثر المعلومات المغلوطة التي لمستها حول المجتمع السعودي، تقول: «للأسف، لديهم فكرة خاطئة عن المرأة السعودية وعن مكانتها في المجتمع، إلى جانب أنه لا يوجد لديهم فهم كاف لحقيقة الدين الإسلامي، فكثيرا ما يتم سؤالي عن الوازع الديني وعن متطلبات الدخول في الإسلام»، موضحة أن معظم الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها هي عبارة عن حلقات نقاش إلى جانب المشاركة في برامج التواصل والتعايش ذات الشعبية في المجتمع الأميركي.

وحول تأثير ذلك، تقول: «عندما أشرح لهم فكرة ما يقتنعون ويبدون فهما أكثر في ما يخص الإسلام، ربما لأنهم يسمعون ذلك من امرأة سعودية مسلمة».

يشار إلى أن جامعة ألاباما أقامت حفلا بمناسبة منح هذه الجائزة، في إحدى القاعات الجامعية، بحضور العديد من الكتاب والمفكرين والأساتذة، علما بأنه تم تأسيس جائزة الناشط السلمي المناهض للعنصرية والعبودية والمدافع على حقوق الأقلية السوداء في أميركا خلال الستينات من القرن الماضي، وذلك بغية نشر وتشجيع ثقافة التسامح والعدالة والسلم، في حين يتم منح الجائزة لمن يظهر كفاءة وقدرة على ترسيخ مفهوم التعايش. وتهتم جامعة ألاباما بهذه الشأن بالنظر لكونها شهدت دخول الطلاب السود إليها سنة 1963 لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

وعودة للأنصاري، فإنها توضح أن اهتمامها بموضوع التعايش السلمي مع الآخر كان مرافقا لها منذ كانت طفلة، بقولها: «كنت أسافر كثيرا مع أسرتي، وألاحظ حينها أن الفتيات والأولاد الذين من جيلي تربط بيني وبينهم روابط كثيرة، رغم أننا من بلدان مختلفة ومن أماكن بعيدة جدا من مختلف أنحاء العالم»، وتتابع: «عندما وصلت إلى المرحلة الثانوية، شاركت في برنامج ساعدني في فهم السياسات والأنظمة الحكومية وما يهم كل بلد أكثر من الآخر، إلا أني حاولت أن أفكر بذلك بعيدا عن النواحي السياسية».

وعن المقومات التي تساعدها في إقناع الطرف الآخر، تقول: «عندما أتكلم عن حضارتي وثقافتي، فأنا لا أحاول أن أقنع الطرف الآخر، لكني أسعى لتوسيع فكره فقط، وليس بالضرورة أن يكون ذلك عن قناعة منه بكلامي»، وهي بذلك تستهدف محاربة ما وصفته بـ«الفكر المنغلق. ولكي أحقق ذلك، حاولت أن أقرأ بكثرة عن مختلف الثقافات والديانات، وعن تاريخ البلد الذي أعيش فيه، وذلك ساعدني كثيرا».

ولبنى الأنصاري التي ما زالت طالبة في السنة الثالثة من دراستها الجامعية، تطمح لأن تدخل في مجال هندسة التقنية الطبية، حال إتمامها دراسة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية، مؤكدة أنها تفكر حاليا في مواصلة دراساتها العليا، وذلك إلى جانب مواصلة جهودها المتميزة في مجال تعريف الآخر بالمجتمع السعودي وأوضاع المرأة فيه، وسبل التعايش السلمي بين الحضارات والثقافات المختلفة

اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري

مدير بوابة الانصار العالمية

.0

اضف رد