أخر المستجدات
الصحابي الجليل الحباب الانصاري رضي الله عنه

الصحابي الجليل الحباب الانصاري رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

وبعد

الحباب الأنصاري

التفاصيلعبد الله بن عبد الله بن أبيّ ابن سلول الأنصاريّ الخزرجي، من بني عوف بن الخزرج‏، ‏وسلول امرأة من خُزَاعة هي أمّ أبيّ بن مالك بن الحارث:
أخرجه ابن مَنْدَه وأبو نعيم، وروى سليمان بن عبيد الله الرّقّيّ عن عروة أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول، وكان اسمه حُباب ــ أو الحباب ــ: “أنت عبد الله؛ فإنّ حُبَابًا اسم شيطان”، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا سمع بالاسم القبيح غيّره.
أمّه خَوْلة بنت المنذر بن حرام، من بني مَغالة، وكان أبوه عبد الله بن أبي يكنى أَبا الحُبَاب، وكان سيّدَ الخزرج في آخر جاهليّتهم، وهو ابن خالة أبي عامر الراهب، وكان أبو عامر أيضًا ممّن يذكر النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ويؤمن به، ويَعِدُ الناسَ بخروجه، وكان قد تألّه في الجاهليّة ولبس المُسوح وترهّب، فجمع الخزرج لعبد الله بن أبي خَرَزًا ليُتَوّجُوه ويملِّكوه أَمْرَهم، فلمّا قَدِمَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة، وظهر الإسلام وسبق إليه أقوام، حسده عبد الله بن أُبَيّ وبغى ونافق فكان رأْس المنافقين، وأقام على كفره وشهد مع المشركين قتال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ببدرٍ، فسمّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الفاسق، وهو الذي قال في غزوة بني المُصْطَلِق: {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون/8] فقال ابنه عبد اللّه ــ وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم ــ للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: هو والله الذليل وأَنت العزيز يا رسول الله، إِن أَذنت لي في قَتْله قَتَلْتُه؛ فوالله لقد عَلِمَتِ الخزرج ما كان بها أَحد أَبر بوالده مني، ولكني أَخشى أَن تأْمر به رجلًا مسلمًا فيقتله، فلا تدعني نفسي أَنظر إِلى قاتل أَبي يمشي على الأَرض حيًا حتى أَقتله، فأَقتل مؤمنًا بكافر فأَدخل النار، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: “بل نُحْسِنُ صحبته ونترفق به ما صحبنا، ولا يتحدث الناس أَن محمدًا يقتل أَصحابه ولكن بَرّ أَباك وأَحسِنْ صُحْبته”، وروى أَبو عيسى الترمذي عن ابن عمر قال: “جاءَ عبد اللّه بن عبد اللّه بن أُبيِّ إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حين مات أَبوه، فقال: أَعطني قميصك أُكَفِّنْه فيه، وصَلِّ عليه، واستَغْفِرْ له، فأَعطاه قميصه وقال: “إِذا فرغتم فَآذِنُوني”، فلما أَراد أَن يصلي عليه جذبه عمر وقال: أَليس قد نهى الله عز وجل أَن تصلي على المنافقين؟ فقال: “أَنا بين خِيَرَتَيْنِ”: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}، فصلى عليه، فأَنزل الله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة/84] فترك الصلاةَ عليهم(*) .
قال ابن سعد: قالوا: وكان لعبد الله بن عبد الله بن أُبَيّ من الولد عبادة، وجُلَيحة، وخَيْثَمَة، وخَوَليّ، وأُمامة‏، وأسلَم عبد الله فحسن إسلامه، وشهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وله عقب. قال ابن منده: أُصِيبَ أَنفُ عبد اللّه بن عبد اللّه يوم أُحد، فأَمره النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَن يتخذ أَنفًا من ذهب. وقال أَبو نعيم: روى عُرْوة بن الزبير، عن عائشة، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أُبَيّ أَنه قال: “نَذَرَت ثَنِيَّتي، فأَمرني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَن أَتخذ ثَنِيَّةً من ذهب”، وهذا هو المشهور، وقول المتأَخرــ يعني ابن منده ــ: أُصيب أَنفه، وَهْم. وبقي عبدُ اللّه إِلى أَن قُتِل يوم اليمامة في حرب مسيلمة الكذاب، وقيل: قُتل يوم جُواثا شهيدًا، في خلافة أَبي بكر سنة اثنتي عشرة. ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فيمن كتب للنبي صَلَّى الله عليه وسلم.
روى الطَّبَرَانِيُّ من طريق عُروة، عن عبد الله بن عبد الله بن أبَيّ أنه استأذن…؛ فقال: “لاَ تَقْتُلْ أبَاكَ”(*) .

اضف رد