بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
وبعد
في بلاد افريقية ورباط الفتوحات الاسلامية في شمال افريقيا نحط الرحال تونس الخضراء تونس القيراون وجامع الزيتونة جامعة العلم والعلماء ومزار طالبي العلم واحدى مراكز الاشعاع الثقافي والفكري والديني في حقب خلت ابان تعاقب الدول الاسلامية والى العصر الحديث نطل عليكم بعائلات انصارية وانجازاتهم بدا من الصحابة الامراء الفاتحين مرورا بالتابعين وابنا ئهم وصولا بحفدتهم من العلماء والقضاة وغيرهم من الاعلام والشخصيات التي اثرت في الساحة التونسية اليكم
تاريخ أول مسجد في تونس ( مسجد الانصار)
وأقدم من جامع عقبة بن نافع،
أو مسجد سيدي رويفع بن ثابت الانصاري سنة 47 هـ
فمسجد الانصار بالقيروان، هو أوّل مسجد بُني في تونس وهو من أقدم مساجد القيروان 47 هـ وأقدم حتّى من جامع عقبة بن نافع ب 3 سنوات ، وهو مازال قائما إلى اليوم في حومة الشرفاء وكانت تسمّى محرس الأنصار. ويسمى أيضا بمسجد سيدي رويفع بن ثابت الانصاري الخزرجي صحابي من بني مالك بن النجار، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبراً، كما شهد فتوح الشام تولى في عهد معاوية بن أبي سفيان أمر طرابلس الغرب سنة 46 هـ ومنها غزا أفريقية سنة 47 هـ ففتح جربة ووصل إلى موقع القيروان حيث أسس مسجدا عرف بعد تأسيس القيروان باسم «مسجد الأنصار» أو «مسجد سيدي رويفع»، ثم انتقل إلى مدينة البيضاء في برقة شرق ليبيا وبقي بها وأصبح أمير برقة إلى أن مات سنة:53 هـ، ودفن في البيضاء بليبيا،وأقيم في المدينة ضريح له ومسجد سمى أيضا (سيدي رويفع) وهو من أشهر المعالم الدينية في المدينة
يروي لنا بعض الثقات العدول من أهل القيروان أنّ النخلتين قد غرسهما أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلّم في باحة المسجد و بفضل الله قد عمّرتا إلى يومنا هذا
وحدثنا بعض من نثق به من الكبار رحمهم الله تعالى،أنهم في عهد بورقيبة عثروا على مدخل أرضي في صحن المسجد فلما دخلوه وجدوا مقبرة تضم رجالا بلحى بلباس عربي قديم ومعهم سيوفهم لم يتغير منهم شيء،ولما وصل الخبر للسلطات قاموا بغلقه.
ويقول الدباغ في معالم الايمان 1/ 27: في ذكر مساجد القيروان السبعة القديمة الفاضلة: أوّلها في الفضل والوضع مسجد الأنصار،المشهور بالفضل المعلوم بالخير. اختطّه رويفع بن ثابت الانصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من الصحابة والتابعين،وذلك سنة سبع وأربعين،قبل أن تخطّط القيروان،وهذا المسجد بمحرس الانصار وعليه بني هذا المحرس،ولم يزل الصلحاء والأبدال يتناوبونه ويعمرونه،وله بركات مشهورة.ثم قال الدباغ: وكان شيخنا الفقيه القاضي،أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الفاسي كثيرا ما يدخل إلى هذا المسجد ويكثر من الدعاء فيه على طريق التبرك بآثار من بناه،وللمسجد المذكور نور وهيبة
– نبدة موجزة عن عوائل واسر الانصار عن بحث لمحمد الشيخ الطرابلسي الانصاري
مَّا في تونس الْخضراء فقد استوطنها الأنصار إبتداء بالصَّحابة الْفاتحين وإنتهاء بالأندلسيين فمن الصَّحابة الذين حلُّوا بتونس الْخضراء أبوُلُبَابَة الأنصاري، دفين مدينة قابس (6)
ومن الأنصار التابعين إسماعيل بن عبيد الله بن أبي الْمهاجر الأنصاري الذي ولاَّه الْخليفة الراشد عمر بن عبدالْعزيز ولاية إفريقيا بدلاً من محمد بن يزيد الْقرشي قال الْرقيق الْقيرواني (7) في كتابه ((تاريخ إفريقيا والْمغرب)) ص22 : ( أتفقت الْمصادر والْمراجع على أنَّ إسماعيل بن عبيد بن أبي الْمهاجر الأنصاري دعا من بقي من الْبربر إلى دين الإسلام وأنَّه خير أمير وخير والٍ، ومازال على دعاء الْبربر إلى الإسلام حتَّى أسلم منهم عدد عظيم في دولة عمر بن عبد الْعزيز، وهو الذي علَّم أهل أفريقيا الْحلال والْحراموأنَّه لم يزل حريصاً على دعاء الْبربر للإسلام حتَّى تمَّ إسلامهم على يده)
ومنهم عبيد الله بن الْحبحاب الْخزرجي الأنصاري مولى بني سلول وهارون الأنصاري دفين الْقيروان
___________
(1)- رويـفـع بن ثـابت بن السـكن بن عـدي بن حـارثـة بن عمـرو بن زيـد بن منـاة بن عـدي بن عمـرو بن مـالك بن النجـَّـار. من الصـحـابة الـذين نزلـوا مصـر، واختـط بها داراً.توفـي ببرقـة، وهـو أمير على طرابلـس من قبـل معـاويـة سـنـة 46 هجري. انظر: ص (55) الأستبصار في نسب الصحابة من الأنصار، لإبن قدامة الْمقدسي، تحقيق الأستاذ علي نويهض- دار الْفكر، 1392هـ- 1972م
(2)- عـقـبـة بن عـمـرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطيَّـة بن خـدارة الْبدري سكن ماء بدر فسمي البدري، أختلف في مكان وفـاتـه، ومـات بعـد الأربعين، ولاّه علي بن أبي طالب على الْـكـوفـة يوم صـفـيـن .انظر: ص (130) من الْمصدر السابق
(3)- سـيـدي الْـمـنـيـذرالأفريقي، له صحبة، وسكن أفريقية، ودخل الأندلس، قيل : الْمـنـيـذر الْـيـمـانـي .انظـر: ص (5- 6- ج 5) نفح الطيب، للشيخ أحمد بن محمد الْمقّـري التـلـمـسـانـي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الصادر، بيروت، لبنان، 1968م
(4)- أعــلام لـيـبـيـا، للـشـيـخ الـطَّـاهـر الـزَّاوي، ص (224) مؤسسة الْفرجاني، الطبعة الثانية 1390 هـ- 1971م طرابلس- ليبيا
(5)- أعــلا م لــيـبـيــا، للــشــيــخ الــطــَّـاهـر الـزَّاوي، ص (52- 373)
(6)- أبـولـبـابـة الأنـصـاري : بشير بن عبد الْمنذر بن رفاعـة بن زيد بن أمـيَّة بن زيد شهد الْعقبة وكان نقيباً وشهـد بدراً استخله النبي صلَّى الله عليه وسلم على الْمدينة حين خرج إلى غزوة السويق وشهــد أحداً وما بعدها وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في فتح مكـة انظر : ص (276) الأستبصار في نسب الصحابة من الأنصار، للعلامة الشيخ موفق الدين عبد الله بن قدامة الْمقدسي، تحقيق الأستاذ علي نويهض، دار الْفكر 1392 هـ- 1972م
(7)- هو : إبراهيم بن الْقاسم بن الرقيق الْقيرواني كان فاضلاً، من تصانيفه : كتاب تاريخ إفريقية، وكتاب النساء، وكتاب نظم السلوك في مسامرة الْملوك، والرواح والارتياح، و الأغاني، وغيرها. توفي في عام 425 هـ. انظر : ص (426) كتاب الْمقفى الْكبير، لتقي الدين الْمقريزي، دار الْغرب الاسلامي الطبعة الأولى 1407 هـ- 1987م بيروت- لبنان.
ومنهم عائلة الدَّبَّاغ الأنصاري الْقيرواني صاحب كتاب (( معالم الإيمان في معرفة أهل الْقيروان)). وعائلة الرَّصاع أبي عبدالله محمد بن قاسم الأنصاري التونسي. وعائلة الشيخ إسماعيل بن عبيد الأنصاري الْقيرواني صاحب مسجد الْكبير بالزيتونة بالْقيروان (1)
ومنهم عائلة الْقاضي أبو الْعبَّاس أحمد بن محمد بن الْحسن،ابن الْغمَّاز الأنصاري الأندلسي الْبلنسي، الْمتوفي في يوم عاشوراء من عام 693 هجري كان قاضي أفريقية، وبجاية
وعائلة الصَّوفي الْمجتهد أبو محمد عبد الْحق بن ربيع بن عمر الأنصاري الأندلس الْمولود ببجاية الذي أعتذر عن تولي قضاء قسنطينة لولاة أفريقية. دفين بباب الْمرسى عام 1285م (2)
كما توجد بتونس الْخضراء بعض عائلات الأنصار النَّازحة من توات بالْجزائر وليبيا، ومنهم على سبيل الْمثال:
– عائلة التواتي الأنصاري
– عائلة أيوب الأنصاري الْغدامسي بسيدي بوسعيد
– ومن أبناء عبد الْمحسن الأنصاري الزليطني
– ومن أبناء سيدي أبي عجيلة الأنصاري
– ومنهم عائلة جوادي منها الجنرال التونسي عبد الحميد جوادي زميل الرئيس التونسي الاسبق زين العابدين في الدراسة
وتزخر تونس بمساجد وزوايا وأضرحة الصَّحابة والتَّابعين وتابعيهم والأولياء والصَّالحين من الْمهاجرين والأنصار
مع تحيات اخوكم ومحبكم ابو جاسم محمد عندالله الانصاري